تعود محكمة النقض إلى الموضوع، الذي يثير جدلاً واسعاً، حول حدود الطعن في أحكام الإدانة التي تقضي بغرامة فقط. بموجب الحكم رقم 13795/2024 (جلسة 12 ديسمبر 2024، مودع 8 أبريل 2025)، ألغت الدائرة الثانية بدون إحالة قرار محكمة بولونيا، مؤكدةً قاعدة عدم قابلية الطعن بموجب المادة 593 الفقرة 3 من قانون الإجراءات الجنائية، كما تم تعديلها بموجب المرسوم التشريعي 150/2022 (ما يسمى بتعديل كارتيبيا). دعونا نرى لماذا وما هي الانعكاسات العملية التي تنتجها للدفاع الجنائي.
تحدد المادة 593 من قانون الإجراءات الجنائية الحالات التي لا يمكن فيها الطعن في حكم الدرجة الأولى. أثر التعديل الذي أدخلته كارتيبيا على الفقرة 3، حيث أدخل حظر الطعن ضد الأحكام التي تستبدل الاعتقال بغرامة فقط، تماشياً مع العقوبات البديلة الجديدة القصيرة (المادة 20 مكرراً من القانون الجنائي والمواد 53 وما يليها من القانون 689/1981).
أوضح قضاة النقض، برئاسة م. ب.، ومقرر ف. س.، انطلاقاً من الطعن المقدم من أ. أ.، أن الهدف من التعديل هو تخفيف العبء على درجات التقاضي: عندما يحول المشرع عقوبة الحبس القصيرة إلى مجرد عقوبة مالية، يعتبر فحص المشروعية كافياً، باستثناء مسائل الدستورية أو الطعن بالنقض.
فيما يتعلق بالطعون، فإن حكم الإدانة الذي يقضي بعقوبة الغرامة، حتى لو كان بديلاً كلياً أو جزئياً عن عقوبة الاعتقال، غير قابل للطعن، وذلك بموجب أحكام المادة 593، الفقرة 3، من قانون الإجراءات الجنائية، كما تم تعديلها بموجب المادة 34، الفقرة 1، البند أ)، من المرسوم التشريعي 22 أكتوبر 2022، رقم 150، والإدخال المتزامن للعقوبات البديلة للعقوبات السالبة للحرية القصيرة المنصوص عليها في المادتين 20 مكرراً من القانون الجنائي والمادتين 53 وما يليها من القانون 24 نوفمبر 1981، رقم 689. تعليق: يؤكد هذا المبدأ على نقطتين رئيسيتين. أولاً، ينطبق حظر الطعن ليس فقط على الغرامات الأصلية ولكن أيضاً على تلك التي تحل محل الاعتقال. ثانياً، يهدف التعديل إلى الموازنة بين كفاءة النظام وحماية الحقوق، بالاعتماد على فلتر المشروعية لمحكمة النقض. بعبارة أخرى، إذا كانت العقوبة المتبقية مالية فقط، فإن مصلحة المتهم في إعادة النظر في الموضوع تعتبر ثانوية مقارنة بالحاجة إلى تخفيف العبء الإجرائي.
بالنسبة للدفاع، تتغير الاستراتيجية بشكل كبير:
يعزز الحكم رقم 13795/2024 اتجاهاً كان قد ظهر بالفعل (انظر Cass. 20573/2024) ولكنه ليس خالياً من السوابق المتضاربة. لذلك، يجب على محامي الدفاع الجنائي إعادة تشكيل خياراته الدفاعية، والاستفادة القصوى من المراحل الأولية من العملية والاهتمام الدقيق بجوانب المشروعية. في الوقت نفسه، يقدم القرار إشارة إلى الاتساق النظامي: إذا كانت العقوبة لا تؤثر على الحرية الشخصية، فإن المشرع يعتبر درجة واحدة من التقاضي كافية. ومع ذلك، يظل النقاش مفتوحاً حول توافق هذا القيد مع المادة 24 من الدستور؛ وهو موضوع مخصص لمزيد من التوضيحات القضائية.