أعلنت الدائرة الجنائية الرابعة بالمحكمة العليا، بموجب الحكم رقم 14821 الصادر في 15 أبريل 2025 (جلسة 11 ديسمبر 2024)، عدم قبول الطعن المقدم ضد قرار محكمة استئناف بولونيا الصادر في 19 ديسمبر 2023، ولكن - وهنا تكمن الأهمية - أكدت مبدأ قانونيًا ذا تأثير عملي كبير: في الدعاوى الجنائية المتعلقة بالجرائم الضريبية، لا يمكن للتكاليف غير المسجلة أن تقلل من الضريبة المتهرب منها إلا إذا كانت مدعومة بعناصر ملموسة. كانت القضية تتعلق بـ G. T.، المتهم بموجب المادة 5 من المرسوم التشريعي 74/2000 بتهمة عدم تقديم الإقرار الضريبي.
تعاقب المادة 5 من المرسوم التشريعي 74/2000 كل من، بهدف التهرب من ضرائب الدخل أو ضريبة القيمة المضافة، لا يقدم الإقرار السنوي متجاوزًا عتبات العقوبة. في الدعوى الجنائية، يجب على القاضي تحديد مبلغ الضريبة المتهرب منها: وهي عملية، على الرغم من أنها تستند إلى معايير التقييم الضريبي، إلا أنها تخضع لقواعد الإثبات المنصوص عليها في قانون الإجراءات الجنائية (المادة 192 من قانون الإجراءات الجنائية).
فيما يتعلق بالجرائم الضريبية، فإن القاضي، لتحديد مبلغ الضريبة المتهرب منها، ملزم بإجراء تحقيق، على الرغم من أنه لا يمكنه تجاهل معايير تحديد الوعاء الضريبي المنصوص عليها في التشريعات الضريبية، إلا أنه يخضع لقيود ناتجة عن الغرض المختلف للتقييم الجنائي والقواعد التي تحكمه، وبالتالي يجب النظر في التكاليف القابلة للخصم غير المسجلة فقط إذا كانت مدعومة، على الأقل، بادعاءات واقعية يمكن استنتاج اليقين منها، أو على أي حال، الشك المعقول في وجودها، حيث يحق استنتاج عدم وجود التكاليف التي تستند إلى مجرد ادعاءات، تفتقر إلى الارتباط بالعناصر الإجرائية. تعليق: تشير المحكمة إلى «المهمة» المختلفة للدعوى الجنائية مقارنة بالدعوى الضريبية. لا يمكن للقاضي الجنائي إجراء إعادة بناء استقرائية غير محدودة؛ بل يجب أن يستند إلى أدلة أو، على الأقل، إلى عناصر استدلالية قوية. إذا ادعى المتهم تكاليف غير مسجلة (مثل فواتير مفقودة أو نفقات نقدية)، فإن عبء إثباتها يقع عليه، وعليه تقديم مبدأ إثبات على الأقل: عقد، كشف حساب، شهادة. في غياب هذه الضمانات، يحق افتراض عدم وجود التكلفة، وبالتالي، تأكيد الضريبة المتهرب منها بالمبلغ المحسوب في مرحلة التحقق الضريبي.
يترجم هذا المبدأ إلى سلسلة من التوجيهات الملموسة:
يعزز الحكم رقم 14821/2024 اتجاهًا موجودًا بالفعل ولكنه يُتجاهل أحيانًا: لا يمكن للقاضي الجنائي أن يحل محل المكلف في البحث عن التكاليف القابلة للخصم. يقع على عاتق المتهم تقديم الحد الأدنى من الدعم الإثباتي، وإلا فسيتم تأكيد الضريبة المتهرب منها والمسؤولية الجنائية المرتبطة بها. الرسالة واضحة: الاحتفاظ بسجلات محاسبية صحيحة وشفافة ليس مجرد التزام ضريبي، بل هو خط الدفاع الأول في أي إجراء جنائي محتمل.