في سياق المنازعات المتعلقة بالملكية الصناعية، يقدم الأمر رقم 22453 الصادر في 8 أغسطس 2024 توضيحات هامة بشأن الاختصاص المكاني في دعاوى نفي انتهاك حقوق الملكية الصناعية. وقد بحثت محكمة النقض، برئاسة القاضي أ. ف.، العلاقة بين معيار "محكمة وقوع الجريمة" ونوع الدعوى المرفوعة، مسلطة الضوء على كيفية تأثير هذه العوامل على اختيار المحكمة المختصة.
يُعد معيار "محكمة وقوع الجريمة" (forum commissi delicti)، المنصوص عليه في المادة 120، الفقرة 6، من المرسوم التشريعي رقم 30 لسنة 2005، مبدأً أساسياً لتحديد المحكمة المختصة في المنازعات المتعلقة بالملكية الصناعية. ومع ذلك، وكما تم التأكيد عليه في الحكم، لا يمكن تطبيق هذا المعيار إلا عندما يُطرح فعلٌ يضر بحق صاحب الامتياز. هذا يعني أنه إذا كانت الدعوى تتعلق بنفي انتهاك حقوق الملكية الصناعية، فإن المدعي لا يضع نفسه كطرف متضرر، بل يسعى فقط لإثبات عدم ضرر سلوكه.
بشكل عام. فيما يتعلق بتحديد الاختصاص المكاني في الدعاوى المتعلقة بالملكية الصناعية، فإن معيار "محكمة وقوع الجريمة" التكميلي المنصوص عليه في المادة 120، الفقرة 6، من المرسوم التشريعي رقم 30 لسنة 2005، لا يمكن تطبيقه إلا إذا تم طرح فعل يضر بحق صاحب الامتياز، وليس عندما يُطلب فقط نفي انتهاك حقوق الملكية الصناعية، لأنه في هذه الحالة لا يضع المدعي نفسه كطرف متضرر مزعوم، بل يطلب فقط إثبات عدم ضرر سلوكه تجاه حق المدعى عليه، وفي هذه الحالة يبقى معيار محكمة الموطن المختار للمدعى عليه صاحب براءة اختراع أو تسجيل - المنصوص عليه في المادة 120، الفقرة 3، من المرسوم التشريعي رقم 30 لسنة 2005، بالاقتران مع الفقرة 6 مكرر من نفس الحكم - هو المعيار الذي يسود، في حال وجود اختيار للموطن، على المحاكم الثلاث الأولى المدرجة في الفقرة 2.
لهذا الأمر آثار عملية هامة على أصحاب حقوق الملكية الصناعية. وبشكل خاص، فإن التركيز على ضرورة إثبات فعل يضر بحق ما لاستدعاء معيار "محكمة وقوع الجريمة" يعني أن دعاوى نفي الانتهاك لا يمكن أن تستفيد من هذا المعيار. ونتيجة لذلك، يمكن للمدعى عليهم في مثل هذه الدعاوى الاستفادة من محكمة موطنهم المختار، مما يوفر لهم حماية أكبر ضد أي إجراءات قانونية لا أساس لها.
باختصار، يمثل الأمر رقم 22453 لسنة 2024 دليلاً هاماً لإدارة المنازعات المتعلقة بالملكية الصناعية. فهو يوضح أن معيار "محكمة وقوع الجريمة" لا ينطبق إلا في حالة الادعاءات الضارة، بينما في غياب مثل هذه الادعاءات، يُطبق معيار محكمة الموطن المختار للمدعى عليه. وهذا يوفر مزيداً من اليقين القانوني والحماية لجميع الأطراف المعنية بهذا النوع من المنازعات.