يعد موضوع الاختصاص المكاني في الجرائم الضريبية، وخاصة فيما يتعلق بعدم سداد ضريبة القيمة المضافة والخصومات المعتمدة، ذا أهمية قصوى للتطبيق الصحيح للقانون. يقدم الحكم الأخير رقم 32280 الصادر في 16 مايو 2024 تأملاً هامًا حول هذا الموضوع، مسلطًا الضوء على كيفية توضيح محكمة النقض للمعايير التي يجب اتباعها لتحديد مكان وقوع الجريمة.
يتناول الحكم المعني، الصادر عن محكمة النقض، مسألة الاختصاص المكاني في غياب عناصر مؤكدة تتعلق بسداد الضرائب. تنص المادة 8 من قانون الإجراءات الجنائية على أن الاختصاص يحدد وفقًا لمكان وقوع الجريمة. ومع ذلك، في الحالة المحددة، استبعدت المحكمة إمكانية الإشارة إلى معيار المقر الفعلي للشركة، مشيرة إلى أن هذا الإشارة يمكن أن تولد شكوكًا وتعقيدات في الإجراءات الإدارية.
جريمة عدم سداد ضريبة القيمة المضافة - جريمة عدم سداد الخصومات المستحقة أو المعتمدة - معيار تحديد الاختصاص المكاني - مكان وقوع الجريمة - تحديد - المقر الفعلي للشركة - استبعاد - مكان الوفاء بالالتزام الضريبي - عواقب. لتحديد الاختصاص المكاني فيما يتعلق بجرائم عدم سداد ضريبة القيمة المضافة وعدم سداد الخصومات المستحقة أو المعتمدة، في غياب عناصر مؤكدة بشأن سداد الضريبة الفعلي الذي يسمح بتحديد "مكان وقوع الجريمة" الفعلي، لا يمكن الإشارة إلى معيار المقر الفعلي للمكلف، بل يجب تحديد مكان وقوع الجريمة وفقًا للمادة 8 من قانون الإجراءات الجنائية، ونتيجة لذلك، إذا كان هذا التحديد مستحيلاً، يجب تطبيق المعيار الفرعي لمكان اكتشاف الجريمة، المنصوص عليه في المادة 18، الفقرة 1، من المرسوم التشريعي 10 مارس 2000 رقم 74، والذي يسود، لطبيعته الخاصة، على القواعد العامة المنصوص عليها في المادة 9 من قانون الإجراءات الجنائية. (في الأسباب، أضافت المحكمة أن متطلبات اليقين القانوني تستلزم تقليل أهمية معيار المقر الفعلي، الذي يعتمد تحديده، نظرًا لكونه مرتبطًا بالبيانات الواقعية لوجود هذا المقر الفعلي، على عبء غير ضروري على الإجراء الإداري).
يوضح الملخص المذكور أعلاه بشكل قاطع مواقف المحكمة، مع التركيز على ضرورة اتباع نهج عملي وموجه نحو اليقين القانوني. من الضروري أن يفهم العاملون في مجال القانون كيف تؤثر هذه التوجيهات على استراتيجيات الدفاع واتجاهات التحقيقات الضريبية.
في الختام، يمثل الحكم رقم 32280 لسنة 2024 خطوة مهمة إلى الأمام في تحديد الاختصاص المكاني في قضايا الجرائم الضريبية. أرست محكمة النقض مبدأً واضحًا: لا يمكن تحديد الاختصاص بناءً على المقر الفعلي للشركة، بل يجب أن يستند إلى معايير أكثر موضوعية. هذا النهج لا يبسط الإجراء الإداري فحسب، بل يحمي أيضًا حقوق المكلفين، مما يضمن تطبيقًا أكثر عدلاً وشفافية للقواعد الضريبية.