يبقى الدفاع الذاتي في المحاكمة الجنائية الإيطالية استثناءً وليس قاعدة. يقدم الحكم الأخير لمحكمة النقض، الدائرة الخامسة، رقم 9815 المؤرخ في 10 ديسمبر 2024 (مودع في 11 مارس 2025)، فرصة للتفكير في هذا الموضوع الحساس: ألغت المحكمة دون إحالة قرار محكمة الاستئناف في ليتشي الذي اعتبر قائمة شهود مقدمة شخصيًا من المتهمة م. ل. ت. مقبولة. دعونا نرى كيف تبرر المحكمة العليا موقفها وما هي العواقب العملية المتوقعة للممارسة القانونية.
وفقًا لمحكمة النقض، لا يمكن للمتهم تقديم قائمة الشهود إلا من خلال محاميه. يعود السبب إلى عدم وجود نص قانوني يسمح بالدفاع الذاتي، ضمن نظام إجرائي يؤكد، خاصة بعد إصلاح عام 1988، على الدور الفني للمحامي. في الواقع، يكلف المادة 468 من قانون الإجراءات الجنائية المحامي بإدارة الإجراءات التحضيرية للمحاكمة، بينما تؤكد المادتان 96 و 97 من قانون الإجراءات الجنائية على مركزية دور الدفاع.
لا تُقبل قائمة الشهود المقدمة شخصيًا من المتهم، لأنه في غياب نص قانوني صريح يسمح بذلك، لا يُسمح بالدفاع الذاتي في المحاكمة الجنائية. (في المذكرة، أوضحت المحكمة أن المتهم يندرج ضمن الأطراف المخولة بتقديم قائمة الشهود فقط إذا كان مدعومًا بمحامٍ).
ببساطة، تسحب المحكمة من المتهم إمكانية القيام بإجراءات قانونية فنية دون وساطة المحامي، لحماية دفاع فعال يتوافق مع معايير المادة 6 من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان. لا يفقد المتهم صوته، لكن يجب عليه التعبير عنه من خلال المهني الذي يضمن ترجمته الصحيحة من الناحية القانونية.
يقع الحكم الحالي في سياق ثابت: كانت أحكام محكمة النقض 49551/2016 و 31560/2019، المذكورة في المذكرة، قد أكدت بالفعل عدم قبول الإجراءات الدفاعية الذاتية التي تفتقر إلى المساعدة القانونية. وبالمثل، فإن الحكم 7786/2008 المتعلق بطلب تجديد التحقيق المقدم من المتهم يتفق مع هذا الرأي.
بالنسبة للمهني، فإن الحكم هو بمثابة تذكير إضافي بضرورة:
بالنسبة للمتهم، الرسالة واضحة: وجود المحامي ليس مجرد زخرفة بل ضمانة. قد يؤدي التصديق الذاتي على الشهود دون مساعدة إلى فقدان أدلة حاسمة، مع آثار لا رجعة فيها على نتيجة المحاكمة.
تؤكد محكمة النقض في حكمها رقم 9815/2024 على ركيزة الدفاع الفني في المحاكمة الجنائية. يظل الدفاع الذاتي محصورًا في حالات استثنائية نادرة (على سبيل المثال، في المحاكمة أمام قاضي الصلح بموجب المادة 28 من المرسوم التشريعي 274/2000)، ولكنه لا يمتد إلى مرحلة المحاكمة أمام المحكمة. لذلك، يجب على المحامين والمتهمين التعاون أكثر من أي وقت مضى: الأول يضمن الكفاءة والتوقيت المناسب، والثاني يعتمد على التوجيه المهني لتجنب تعريض وضعه الإجرائي للخطر.