يقدم الحكم رقم 34516 لسنة 2023 الصادر عن محكمة النقض فرصة مثيرة للتفكير في المسؤولية الطبية وتطبيق المبادئ التوجيهية في سياقات سريرية معقدة. في هذه الحالة، طعن المدعي، أ.أ.، في قرار محكمة استئناف تورينو بشأن عملية جراحية لعلاج بطانة الرحم المهاجرة، مسلطًا الضوء على مسألة الخطأ والمسؤولية لكل من الطبيب والمؤسسة الصحية.
نشأ الاستئناف من عملية جراحية، على الرغم من توافقها مع المبادئ التوجيهية، أدت إلى مضاعفات كبيرة. وجدت محكمة الاستئناف أن هناك مبالغة في الجرأة في اختيار العملية الجراحية وعدم اعتماد تقنيات أحدث، مثل "الحفاظ على الأعصاب"، التي كانت فعاليتها موثقة بالفعل. أدى هذا القرار إلى إدانة الطبيب بسبب الإهمال وعدم الكفاءة، مما أثار تساؤلات حول مدى ملاءمة المبادئ التوجيهية في تحديد المسؤولية الطبية.
أكدت المحكمة أن المبادئ التوجيهية ليست ملزمة ولا يمكن أن تحل محل تقدير الطبيب في اختيار أفضل حل لكل مريض.
أوضحت المحكمة أنه في الحالة المحددة، لا يمكن استبعاد مسؤولية الطبيب لمجرد أن العملية كانت متوافقة مع المبادئ التوجيهية. يجب أن يأخذ تقييم الخطأ في الاعتبار خصوصية الحالة السريرية واختيار الطريقة الجراحية. علاوة على ذلك، تم التأكيد على أنه يجب النظر في مبدأ المسؤولية التضامنية بين المؤسسة الصحية والطبيب المعالج، ما لم يثبت وجود سلوك للطبيب يتعارض تمامًا مع خطة الرعاية الصحية المشتركة.
يمثل حكم محكمة النقض سابقة مهمة في الفقه القضائي المتعلق بالمسؤولية الصحية. يوضح أن الالتزام بالمبادئ التوجيهية لا يعفي الطبيب من المسؤولية في حالة حدوث مضاعفات، خاصة عندما تكون هناك بدائل علاجية أكثر أمانًا. يؤكد القرار على ضرورة إجراء تحليل معمق للظروف المحددة لكل حالة، مما يعزز مزيدًا من الاهتمام في اختيار التقنيات التشغيلية، لصالح سلامة المريض.