يقدم الحكم رقم 16493 الصادر في 23 فبراير 2024، عن محكمة النقض، رؤى هامة بشأن مسألة التعويض عن الضرر والظروف المخففة المتعلقة بسلوك المتهم. على وجه الخصوص، يوضح الشروط اللازمة لتطبيق الظرف المخفف المنصوص عليه في المادة 62 الفقرة 6 من قانون العقوبات في حالة عدم قبول التعويض من قبل المجني عليه.
ينص القانون المعني، وهو المادة 62 الفقرة 6 من قانون العقوبات، على أنه يمكن الاعتراف بالظرف المخفف عندما يكون المتهم قد عرض تعويضًا لم تقبله الضحية. ومع ذلك، أكدت المحكمة أنه لتطبيق هذا الظرف المخفف، من الضروري أن يكون العرض قد تم وفقًا لشكل العرض الحقيقي، كما هو منصوص عليه في المواد 1209 وما يليها من القانون المدني. هذا يعني أنه يجب على المتهم إيداع المبلغ المطلوب تعويضه ووضعه تحت تصرف الضحية، مما يسمح بتقييم مدروس للوضع.
عرض التعويض - عدم قبوله من قبل المجني عليه - الاعتراف بالظرف المخفف المنصوص عليه في المادة 62 الفقرة 6 من قانون العقوبات - الشروط - ضرورة أن يكون العرض قد تم وفقًا لشكل العرض الحقيقي - الأسباب - الحالة. فيما يتعلق بالظروف، يمكن الاعتراف بالظرف المخفف المنصوص عليه في المادة 62 الفقرة 6 من قانون العقوبات، في حالة عدم قبول المجني عليه للتعويض، فقط إذا قام المتهم باتباع شكل العرض الحقيقي المنصوص عليه في المواد 1209 وما يليها من القانون المدني، بإيداع المبلغ وتركه تحت تصرف المجني عليه، وذلك لتمكين الأخير من تقييم مدى كفايته لتعويض الضرر واتخاذ قرار مدروس بقبوله من عدمه، وللقاضي تقدير مدى ملاءمته وارتباطه بتوبة حقيقية من الجاني. (حالة تتعلق بمبلغ معروض بشيك مصرفي، رفضته المجني عليها، حيث استبعدت المحكمة إمكانية تطبيق الظرف المخفف، لأن الشيك لم يتم إيداعه وتركه تحت تصرف الضحية).
في الحالة التي تم تحليلها، استبعدت المحكمة إمكانية تطبيق الظرف المخفف لأن العرض تم تقديمه عن طريق شيك مصرفي لم يتم إيداعه. هذا الجانب حاسم، لأنه يوضح أن المتهم لم يلتزم بالإجراءات الرسمية اللازمة للسماح للضحية بتقييم العرض بشكل صحيح. لذلك، اعتبرت المحكمة أنه بدون إيداع المبلغ، لا يمكن اعتبار العرض صالحًا لأغراض الاعتراف بالظرف المخفف.
يمثل الحكم رقم 16493 لسنة 2024 توضيحًا هامًا في مسألة التعويض والظروف المخففة. يوضح أن عرض التعويض، ليكون فعالًا، يجب أن يتبع إجراءات محددة، وإلا فإنه يخاطر بعدم اعتباره من قبل القاضي. يدعو هذا التوجه القضائي المتهمين إلى إيلاء اهتمام خاص لأشكال عرض التعويض، حيث أن التصحيح الإجرائي يمكن أن يؤثر بشكل كبير على تقييم مسؤوليتهم الجنائية.