حظر التغيير نحو الأسوأ (Reformatio in Peius) والظروف المشددة المميزة: توضيح محكمة النقض بالحكم رقم 26319/2025

في مشهد القانون الجنائي الإيطالي، يمثل مبدأ "حظر التغيير نحو الأسوأ" (divieto di reformatio in peius) ركيزة أساسية لحماية المتهم الذي يطعن بالاستئناف. يهدف هذا المبدأ، المنصوص عليه في المادة 597 من قانون الإجراءات الجنائية، إلى ضمان عدم تدهور الوضع الإجرائي للمستأنف نتيجة لطعنه الخاص، إذا كان هو الوحيد الذي قدم الطعن. ومع ذلك، فإن تطبيق هذا المبدأ ليس دائمًا مباشرًا، خاصة عندما تدخل ديناميكيات معقدة لحساب العقوبة، كما هو الحال في "الظروف المشددة المميزة". حول هذا التوازن الدقيق، تدخلت محكمة النقض بالحكم رقم 26319 بتاريخ 17 يونيو 2025، مقدمة تفسيرًا حاسمًا يستحق تحليلًا دقيقًا.

مبدأ "حظر التغيير نحو الأسوأ" في القانون الجنائي

يعد حظر "التغيير نحو الأسوأ" حجر الزاوية في نظام الإجراءات الجنائية لدينا. باختصار، إذا طعن متهم في حكم إدانة ولم يطعن أي طرف آخر (مثل المدعي العام) في نفس الحكم، فلا يجوز لمحكمة الاستئناف فرض عقوبة أشد، أو تطبيق تدبير أمني أكثر صرامة، أو إلغاء مزايا ممنوحة، أو الحكم بطريقة أكثر ضررًا. الهدف واضح: تشجيع ممارسة الحق في الطعن دون خوف من نتيجة أسوأ، وبالتالي ضمان الحماية القضائية الكاملة. ولكن ماذا يحدث عندما يكون حساب العقوبة معقدًا ويتضمن عناصر لا تخضع دائمًا لنفس قواعد الموازنة؟

الحكم 26319/2025: حالة محددة والحد الأقصى للتوضيح

نشأ الحكم المعني من طعن قدمه المتهم م. أ.، الذي أدين في الدرجة الأولى بجريمة تكوين عصابة بغرض الاتجار بالمخدرات، مع تشديد العقوبة بموجب المادة 416-bis.1 من قانون العقوبات. محكمة استئناف نابولي، على الرغم من قبولها جزئيًا للطعن ومنحها الظروف المخففة العامة، قامت بزيادة العقوبة للظرف المشدد الذي لا يخضع للموازنة، والذي، على الرغم من كونه أقل من حيث القيمة المطلقة، كان أعلى نسبيًا من ذلك الذي حدده القاضي الأول. أثار هذا مسألة ما إذا كانت هذه الزيادة النسبية تشكل انتهاكًا لمبدأ "حظر التغيير نحو الأسوأ".

لا ينتهك مبدأ "حظر التغيير نحو الأسوأ" الحكم الصادر في درجة الاستئناف والذي، عند قبول الطعن المقدم من المتهم وحده، يحدد، فيما يتعلق بظرف مشدد "مميز"، وبالتالي مستبعد من حكم الموازنة، زيادة في العقوبة بنسبة أعلى من تلك التي حددها القاضي الأول، في حال تم تخفيض كل من العقوبة النهائية وتلك المتعلقة بكل مكون من مكونات الحساب الوسيط. (حالة تتعلق بجريمة تكوين عصابة بغرض الاتجار بالمخدرات، حيث اعتبرت المحكمة أن قرار قاضي الاستئناف، الذي بعد منح المتهم المستأنف الظروف المخففة العامة وتقييمها بما يعادل الظروف المشددة القابلة للموازنة، قام بزيادة العقوبة الأساسية، المحددة في الحد الأدنى القانوني، بنسبة أقل من تلك المحددة في الدرجة السابقة من التقاضي، على الرغم من كونها أعلى نسبيًا، للظرف المشدد الإضافي غير القابل للموازنة، المنصوص عليه في المادة 416-bis.1 من قانون العقوبات، خالٍ من الانتقاد).

أوضحت المحكمة العليا، من خلال هذا الحد الأقصى، نقطة أساسية: لا ينبغي تفسير مبدأ "حظر التغيير نحو الأسوأ" بشكل حسابي أو نسبي بحت على مكونات فردية لحساب العقوبة. ما يهم هو النتيجة النهائية لتحديد العقوبة. إذا كانت العقوبة الإجمالية المفروضة في الاستئناف أقل من تلك الصادرة في الدرجة الأولى، وتم تخفيض المكونات الفردية للحساب الوسيط (باستثناء الظروف المشددة "المميزة") أو الإبقاء عليها دون تغيير، فلا يوجد انتهاك، حتى لو بدت الزيادة النسبية لظرف مشدد "مميز" أعلى. وبالتالي، فإن مفتاح القراءة هو التخفيض الإجمالي للعقوبة النهائية، لصالح المتهم.

الظروف المشددة "المميزة" ودورها في الموازنة

الظروف المشددة "المميزة" أو، بشكل أدق، الظروف المشددة "ذات التأثير الخاص" أو "المستقلة"، هي تلك الظروف التي، نظرًا لخطورتها المتأصلة أو لسبب تشريعي محدد، مستبعدة من حكم الموازنة مع الظروف المخففة العامة أو الظروف المخففة المشتركة (المادة 69 من قانون العقوبات). المادة 416-bis.1 من قانون العقوبات، التي تنص على عقوبات أشد لتكوين عصابة بغرض الاتجار غير المشروع بالمواد المخدرة، تندرج ضمن هذه الفئة. طبيعتها الخاصة تفرض على القاضي زيادة العقوبة الأساسية وفقًا لنسب أو حدود يحددها القانون، دون إمكانية "تحييدها" بظروف مخففة. يؤكد الحكم 26319/2025 أنه، نظرًا لطبيعتها الخاصة، يجب تقييم حسابها في السياق العام للعقوبة وليس بشكل منفصل، فيما يتعلق بمبدأ "حظر التغيير نحو الأسوأ".

  • **نقطة رئيسية 1:** يجب أن يكون الطعن مقدمًا من المتهم وحده.
  • **نقطة رئيسية 2:** يجب أن يكون الظرف المشدد المعني "مميزًا" أو غير قابل للموازنة.
  • **نقطة رئيسية 3:** لا تشكل الزيادة النسبية الأعلى للعقوبة لهذا الظرف المشدد انتهاكًا.
  • **نقطة رئيسية 4:** الشرط الأساسي هو أن تكون العقوبة النهائية ومكونات الحساب الوسيط الأخرى قد تم تخفيضها.

الخلاصة: الوضوح القانوني وحماية المتهم

يقدم قرار محكمة النقض، بالحكم رقم 26319 لعام 2025، توضيحًا هامًا لتطبيق مبدأ "حظر التغيير نحو الأسوأ". يوضح أن تقييم أي تدهور محتمل في وضع المتهم يجب أن يتم من منظور شامل، مع الأخذ في الاعتبار العقوبة النهائية والمكونات الوسيطة الفردية، وعدم التركيز على مجرد مقارنة نسبية تتعلق بظرف مشدد "مميز" واحد. يعزز هذا التفسير اليقين القانوني، وفي الوقت نفسه، يضمن عدم تعرض المتهم لضرر شامل لممارسته حقه في الطعن، مع الاعتراف بخصوصية بعض الظروف المشددة الخطيرة بشكل خاص.

مكتب المحاماة بيانوتشي