قد يؤدي النظام القضائي أحيانًا إلى حرمان غير عادل من الحرية. لحماية الحقوق الأساسية، ينص نظامنا على التعويض عن الاحتجاز غير العادل. الحكم الأخير رقم 18446 الصادر في 16 مايو 2025 عن محكمة النقض، برئاسة الدكتور أ. م. ومقرر من قبل الدكتورة م. ب.، يوضح الشروط المسبقة لهذا التعويض، خاصة عندما تتجاوز الحراسة الاحترازية العقوبة المفروضة. دعونا نتعمق في المبادئ التي أرستها هذه النتيجة الهامة.
تنظم المادة 314 من قانون الإجراءات الجنائية التعويض عن الحراسة الاحترازية غير العادلة. هذا الحق، وهو تعبير عن حماية الحرية الشخصية، ليس مطلقًا. توازن الفقه القضائي بين تعويض الضرر ومنع إساءة الاستخدام، مع إيلاء اهتمام لسلوك مقدم الطلب. يعزز الحكم قيد الدراسة اتجاهًا تفسيريًا حاسمًا لليقين القانوني.
فيما يتعلق بالتعويض عن الاحتجاز غير العادل، يوجد الحق في التعويض في حالة تجاوز مدة الحراسة الاحترازية للعقوبة المفروضة، شريطة عدم وجود سلوكيات خاطئة جسيمة، ذات تأثير سببي على اعتماد الإجراء الاحترازي أو استمراره، في سلوك مقدم الطلب.
هذه القاعدة الصادرة عن المحكمة العليا توضح أن التعويض مستحق إذا تجاوز الاحتجاز الوقائي العقوبة النهائية، ولكنه مستبعد إذا كان مقدم الطلب قد اتخذ سلوكًا "خاطئًا جسيمًا" تسبب بشكل مباشر في السجن الاحترازي أو أطال أمده. لا يتعلق الأمر بأي خطأ إجرائي، بل بأفعال أو إغفالات جسيمة ومرتبطة سببيًا بالإجراء الاحترازي، مما يجعل طلب التعويض غير مبرر. في حالة المتهمة ن. ز.، تم رفض الاستئناف، مما يؤكد قرار محكمة استئناف كاتانيا، ويشير إلى وجود هذه الشروط المانعة.
يؤكد الحكم 18446/2025، بما يتماشى مع الأحكام السابقة المتوافقة، على تقييم "الخطأ الجسيم" لمقدم الطلب. لا يكفي مجرد خطأ؛ بل يجب أن يكون السلوك حاسمًا في فرض أو الحفاظ على الإجراء الاحترازي. تشمل السلوكيات التي يمكن أن تمنع الحق في التعويض ما يلي:
من الضروري وجود علاقة سببية مباشرة بين السلوك الخاطئ جسيمًا والاحتجاز الوقائي. يقع عبء إثبات هذا الخطأ الجسيم على عاتق الادعاء، مما يضمن استبعاد التعويض فقط في حالات استثنائية ومحددة جيدًا، لحماية المواطن.
يعزز الحكم رقم 18446 لعام 2025 الصادر عن محكمة النقض مبدأً أساسيًا: التعويض عن الاحتجاز غير العادل هو حق غير قابل للتصرف لمن عانوا من حرمان من الحرية غير مبرر بالعقوبة النهائية. ومع ذلك، لا يمكن المطالبة بهذا الحق من قبل أولئك الذين، بسلوكيات خاطئة جسيمة، ساهموا في تحديد أو إطالة أمد احتجازهم الوقائي. إنه توازن دقيق بين المسؤولية الفردية ومسؤولية الدولة، والذي يسعى نظامنا باستمرار إلى تحسينه لضمان عدالة أكثر إنصافًا وشفافية. فهم هذه الآليات أمر بالغ الأهمية للحماية الكاملة لحقوق الفرد.