توساب والمقاولون: محكمة النقض توضح الإعفاء بموجب الأمر رقم 16864/2025

المشهد الضريبي الإيطالي غالباً ما يكون مليئاً بالفروقات الدقيقة والتفسيرات التي تجعل التطبيق الصحيح للقواعد تحدياً حقيقياً. مثال صارخ على ذلك هو قرار حديث صادر عن محكمة النقض، الأمر رقم 16864 بتاريخ 23 يونيو 2025. هذه الحكم، الذي رفض استئنافاً ضد قرار اللجنة الضريبية الإقليمية للقسم المنفصل في تارانتو بتاريخ 21 نوفمبر 2022، يركز على جانب محدد وذو أهمية عملية كبيرة: الإعفاء من ضريبة احتلال المساحات والمناطق العامة (توساب) لمقاولي الأشغال العامة. دعونا نرى معاً معنى وتداعيات هذا القرار الهام.

القضية المعروضة على محكمة النقض: توساب والأشغال العامة

كانت المسألة التي فحصتها المحكمة العليا، باختصار، تتعلق بمطالبة شخص مقاول (في هذه الحالة، شركة محددة بالأحرف الأولى M.) بالاستفادة من إعفاء توساب، المحجوز عادة للدولة والجهات العامة الأخرى. كان النزاع يضم M. وخصماً هو D.، ممثلاً نزاعاً نموذجياً في مجال الضرائب المحلية. كان احتلال المساحات العامة وظيفياً لإنشاء وإدارة عمل ذي منفعة عامة، وتحديداً جزء من شبكة الطرق السريعة مع جسر مرتفع. كان السؤال المركزي هو: هل يمكن لشركة مقاولة، تقوم بإنشاء وإدارة عمل عام مملوك للدولة، أن تتمتع بالإعفاء الضريبي المنصوص عليه للدولة نفسها؟

أجابت محكمة النقض، بأمرها، بوضوح وحزم، مما عزز اتجاهاً تم التعبير عنه بالفعل في قرارات سابقة. يكمن جوهر القرار في تفسير المادة 49، الفقرة 1، الحرف أ)، من المرسوم التشريعي رقم 507 لعام 1993، وهو القاعدة الأساسية في مجال توساب.

فيما يتعلق بضريبة احتلال المساحات والمناطق العامة (توساب)، فإن الإعفاء المنصوص عليه للدولة والجهات الأخرى بموجب المادة 49، الفقرة 1، الحرف أ)، من المرسوم التشريعي رقم 507 لعام 1993، يفترض أن الاحتلال، باعتباره شرطاً مسبقاً للضريبة، يُنسب إلى الجهة المعفاة، وبالتالي، في حالة احتلال مساحات تقع ضمن أملاك الدولة أو الممتلكات غير القابلة للتصرف فيها من قبل شركة مقاولة لإنشاء وإدارة عمل عام (في هذه الحالة، جزء من شبكة الطرق السريعة بما في ذلك جسر مرتفع)، فإنها لا تستحق الإعفاء لأنها هي التي تنفذ بناء العمل وإدارته الاقتصادية والوظيفية، ولا يهم أن العمل مملوك للدولة، والتي ستعود إليها الإدارة في نهاية الامتياز.

هذه الخلاصة ذات أهمية أساسية. فهي تخبرنا أن الإعفاء من توساب لا يرتبط بالطبيعة العامة للعمل أو الملكية النهائية للأصل، بل بالجهة التي تحتل المساحة مادياً ووظيفياً. إذا كان الاحتلال يُنسب إلى جهة خاصة، حتى لو كانت مقاولة لعمل عام، فإن الإعفاء لا ينطبق. تؤكد محكمة النقض أن الشركة المقاولة هي المنفذة للبناء والمدير الاقتصادي والوظيفي للعمل، وتتحمل المخاطر والفوائد المترتبة على النشاط. حقيقة أن العمل مملوك للدولة وأن الإدارة ستعود إلى الدولة في نهاية الامتياز غير ذات صلة بتطبيق الضريبة.

الأساس القانوني والسوابق القضائية

يعتمد قرار محكمة النقض على تفسير صارم للمادة 49، الفقرة 1، الحرف أ)، من المرسوم التشريعي رقم 507/1993. تنص هذه القاعدة على الإعفاء للاحتلالات التي تقوم بها الدولة، والمناطق، والمقاطعات، والبلديات، واتحاداتها، وكذلك الجهات العامة المنصوص عليها في المادة 87 من المرسوم الرئاسي رقم 602/1973. النقطة الرئيسية هي أن الاحتلال يجب أن يُنسب مباشرة إلى هذه الجهات. في حالة الامتياز، يُنسب الاحتلال إلى المقاول، الذي يتصرف باسمه الخاص، حتى لو كان ذلك لمصلحة عامة.

هذا الموقف ليس جديداً. أشارت المحكمة إلى سوابق متوافقة، مثل الحكم رقم 11886 لعام 2017، الذي كان قد حدد بالفعل هذا المبدأ. كما ساهمت قرارات أخرى، مثل رقم 2164 لعام 2024 ورقم 15010 لعام 2023، على الرغم من أنها ليست متوافقة مباشرة، في تحديد الإطار التفسيري في مجال الضرائب والجهات الخاضعة للضريبة.

تتماشى حجة محكمة النقض مع رؤية تميز بوضوح بين ملكية الأصل وملكية نشاط الاحتلال والإدارة. المقاول، بموجب عقد الامتياز (الذي كان منظماً في ذلك الوقت بموجب المرسوم التشريعي رقم 163/2006، المادة 143، واليوم بموجب قانون العقود العامة الجديد)، يتحمل مسؤولية إنشاء وإدارة العمل، مع الأعباء والفوائد المتعلقة بذلك. في هذا السياق، لا يُعد احتلال الأراضي العامة إجراءً للدولة، بل نشاطاً يقوم به المقاول لتحقيق أهدافه التعاقدية وريادية الخاصة، حتى لو كان ذلك في إطار خدمة عامة.

التداعيات العملية للمقاولين والجهات المحلية

عواقب هذا الأمر كبيرة:

  • للمقاولين: يجب عليهم اعتبار توساب تكلفة عادية لنشاطهم، ولا يمكنهم الاعتماد على الإعفاء الحكومي. يؤثر هذا على التخطيط المالي وصياغة العروض في المناقصات.
  • للجهات المحلية: يعزز الحكم قدرتهم على فرض وتحصيل توساب حتى في وجود أشغال عامة تم تنفيذها عن طريق الامتياز، مما يضمن إيرادات مؤكدة ووضوحاً تطبيقياً.
  • مبدأ "شخصية" الضريبة: يتم التأكيد على مبدأ أن الضريبة تقع على من يقوم فعلياً بالشرط المسبق للضريبة، أي الاحتلال، بغض النظر عن الهدف العام النهائي للعمل.

الخاتمة

يمثل الأمر رقم 16864 لعام 2025 الصادر عن محكمة النقض نقطة ثابتة في تفسير إعفاءات توساب لمقاولي الأشغال العامة. يؤكد أن ملكية الاحتلال هي المعيار المحدد لتطبيق الإعفاء، مستبعداً أن يتمكن المقاولون من الاستفادة من نظام ضريبي ميسر مخصص للجهات العامة. هذا الوضوح أساسي لجميع العاملين في القطاع، سواء كانوا عامين أو خاصين، ويساهم في زيادة اليقين في القانون الضريبي في مجال حساس مثل البنية التحتية والخدمات العامة. إنه تذكير بتقييم الأعباء الضريبية بعناية منذ مراحل تصميم عقود الامتياز والتفاوض عليها.

مكتب المحاماة بيانوتشي