يقدم تدخل محكمة النقض الأخير، من خلال الأمر رقم 10309 المؤرخ في 16 أبريل 2024، رؤى مهمة حول صلاحية الشروط التعاقدية في سياق عقود إيجار الأراضي الزراعية. على وجه الخصوص، أكدت المحكمة على ضرورة التحديد الواضح لموضوع العقد، مقررة أن الشرط الذي يسمح للمستأجر بشكل عام بإجراء تحسينات على الأرض يعتبر باطلاً لعدم تحديد موضوعه. يستند هذا المبدأ إلى المادة 1346 من القانون المدني، التي تتطلب أن يكون موضوع العقد دائمًا محددًا أو قابلاً للتحديد.
(عناصر العقد) - الموضوع (المفهوم، الخصائص، الفروق) - قابلية التحديد - بشكل عام. في عقد إيجار أرض زراعية، يعتبر الشرط الذي يسمح للمستأجر بشكل عام بإجراء جميع التحسينات التي يراها مناسبة على الأرض باطلاً لعدم تحديد موضوعه، لأنه يهدف إلى تنظيم موضوع الالتزام التعاقدي بدفع تعويض عن التحسينات (المصرح بها)، ويخضع للمبادئ العامة للمادة 1346 من القانون المدني، والتي بموجبها يجب أن يكون الموضوع دائمًا محددًا أو قابلاً للتحديد (بالإضافة إلى كونه مشروعًا وممكنًا).
يشير هذا المبدأ إلى ضرورة التحديد الدقيق للشروط التعاقدية. عند إبرام عقد إيجار، خاصة في المجال الزراعي، من الضروري تحديد التحسينات المسموح بها بدقة. يمكن أن يؤدي العمومية في الشرط إلى بطلان العقد نفسه، مما يجعل طلب التعويض عن التحسينات التي تم إجراؤها مستحيلاً.
الآثار العملية لهذا الحكم متعددة:
يتماشى هذا القرار مع السوابق القضائية السابقة، التي أبرزت بالفعل أهمية قابلية تحديد موضوع العقد. فقد أشارت المحكمة إلى أحكام سابقة (رقم 3408 لسنة 2018، ورقم 11548 لسنة 2023، ورقم 24790 لسنة 2017) التي أكدت على ضرورة تجنب الشروط الغامضة وغير المحددة.
في الختام، يمثل الأمر رقم 10309 لسنة 2024 خطوة مهمة إلى الأمام في حماية حقوق الأطراف المتعاقدة. إن وضوح وقابلية تحديد موضوع العقد هما شرطان أساسيان لضمان صلاحية الشروط في عقد إيجار أرض زراعية. لذلك، يُنصح الأطراف المعنية بهذه العقود بإيلاء اهتمام خاص لصياغة الشروط، لتجنب النزاعات المستقبلية وضمان اليقين القانوني في المجال الزراعي.