تعتبر التحقيقات الأولية مرحلة حاسمة في الإجراءات الجنائية لجمع الأدلة. حماية حقوق المشتبه به أمر أساسي، وإخطار الضمان (المادة 369 من قانون الإجراءات الجنائية) هو أداة رئيسية لذلك. ولكن ما هي حدوده، خاصة فيما يتعلق بالإجراءات العاجلة؟ قدمت محكمة النقض، بالحكم رقم 24722/2025، تفسيراً هاماً.
يُبلغ إخطار الضمان المشتبه به بوجود إجراءات ضده وحقه في تعيين محامٍ، مما يسمح له بالمشاركة في إجراءات التحقيق التي قد تضر بالدفاع، مثل الفحوصات الفنية غير القابلة للتكرار. ومع ذلك، ينص القانون على أنشطة تحقيقية، بسبب استعجالها أو طبيعتها غير التدخلية، يمكن أن تقوم بها الشرطة القضائية دون إشعار مسبق.
كانت القضية تتعلق بـ ت. ب. والحاجة إلى إخطار الضمان قبل إجراء فحوصات لحالة الأماكن مع التقاط صور فوتوغرافية، والتي قامت بها الشرطة القضائية بتفويض من المدعي العام. قدمت محكمة النقض، في قرار الرئيس ل. ر. والمقرر أ. س.، إجابة واضحة:
إن مجرد وصف حالة الأماكن مرفقاً بالتقاط صور فوتوغرافية، حتى لو قامت به الشرطة القضائية بتفويض من المدعي العام، لا يتطلب الإخطار المسبق بإخطار الضمان والإبلاغ بموجب المادة 369 مكرراً من قانون الإجراءات الجنائية، حيث يندرج ضمن الأنشطة المنصوص عليها في المادتين 352 و 354 من قانون الإجراءات الجنائية، والتي تخضع، بالتالي، لنظام المادة 356 من قانون الإجراءات الجنائية.
هذه القاعدة ذات أهمية أساسية. قضت المحكمة بأن التوثيق الفوتوغرافي ووصف حالة الأماكن لا يندرجان ضمن الإجراءات التي تتطلب إخطار الضمان (المادة 369 من قانون الإجراءات الجنائية) أو الإبلاغ بموجب المادة 369 مكرراً من قانون الإجراءات الجنائية. تعتبر هذه الأنشطة "فحوصات عاجلة" (المادة 354 من قانون الإجراءات الجنائية) أو "أنشطة شرطة قضائية" (المادة 352 من قانون الإجراءات الجنائية)، وتندرج ضمن نظام المادة 356 من قانون الإجراءات الجنائية. تسمح هذه الأخيرة للمحامي بالحضور، دون إشعار مسبق، ولكن غيابه لا يبطل الإجراء. التمييز حاسم: لا يتعلق الأمر بإجراءات غير قابلة للتكرار تتطلب المشاركة المضمونة للمحامي، بل بأنشطة مجردة للملاحظة لا تضر بحق الدفاع في مرحلة لاحقة.
بالنسبة لمحامي الدفاع الجنائي والمشتبه بهم، هذا القرار هو بوصلة. لن يؤدي كل فحص تقوم به قوات الشرطة تلقائياً إلى إخطار الضمان. يمكن للشرطة القضائية إجراء مسوحات فوتوغرافية ووصف للأماكن دون هذا الإجراء، دون انتهاك ضمانات الدفاع.
ومع ذلك، من الضروري التمييز بين مجرد فحص وصفي أو فوتوغرافي (المادتان 352 و 354 من قانون الإجراءات الجنائية) وفحص فني غير قابل للتكرار (المادة 369 مكرراً من قانون الإجراءات الجنائية أو المادة 360 من قانون الإجراءات الجنائية)، والذي تعتبر فيه ضمانات مشاركة المحامي ضرورية. الحكم رقم 24722/2025، مع تأكيده على الكفاءة التحقيقية، يؤكد على أهمية هذا التمييز للتطبيق الصحيح للمحاكمة العادلة.
قرار محكمة النقض، بالحكم رقم 24722/2025، هو حجر زاوية مهم في التحقيقات الأولية. لا يضعف ضمانات الدفاع، بل يضعها في سياقها، ويوضح أي الإجراءات تتطلب مشاركة فورية من الدفاع وأيها يمكن إجراؤها في مرحلة مبكرة. توازن دقيق، ولكنه ضروري لنظام قضائي سريع وعادل.