الجرائم البيئية والصعوبات الاقتصادية: الحكم رقم 24718/2025 والالتزام ذي الأولوية بحماية البيئة

تمثل حماية البيئة تحديًا حاسمًا للسلطات المحلية، التي غالبًا ما تواجه نقصًا ماليًا. قدمت محكمة النقض، بموجب الحكم رقم 24718 المؤرخ في 12 يونيو 2025 (والمودع في 7 يوليو 2025)، توضيحًا أساسيًا. وقد رفض الحكم، الذي كان المتهم فيه هو R. I.، الطعن ضد قرار محكمة كاتانزارو، مما عزز اتجاهًا قضائيًا يضع الحفاظ على البيئة والصحة فوق الصعوبات الاقتصادية.

الإطار التنظيمي: المرسوم التشريعي 152/2006 والجرائم البيئية

يفرض المرسوم التشريعي رقم 152 المؤرخ في 3 أبريل 2006 (النص الموحد للبيئة) إطارًا صارمًا لإدارة النفايات ومياه الصرف الصحي. تعاقب المادتان 137، الفقرة 1، و 256 من المرسوم التشريعي 152/2006 على التوالي التفريغ غير المصرح به لمياه الصرف الصحي الصناعية والتخلص غير القانوني من النفايات الخاصة. تحمي هذه الجرائم أصولًا قانونية أساسية مثل صحة البيئة وصحة المواطنين، وتفرض التزامات محددة لمنع الأضرار التي تلحق بالنظام البيئي.

الحكم رقم 24718/2025: الصعوبات الاقتصادية لا تبرر التلوث

يكمن جوهر الحكم في فكرة عدم إمكانية الاحتجاج بنقص الموارد المالية كسبب للتبرير أو عدم إمكانية المطالبة بالسلوك غير القانوني. ادعت السلطة المحلية المتهمة أنها لا تستطيع بناء محطات معالجة بسبب نقص الأموال. رفضت محكمة النقض هذه الحجة ببيان واضح:

لا يشكل سببًا للتبرير، ولا لعدم إمكانية المطالبة بالسلوك، في مواجهة جرائم التفريغ غير المصرح به لمياه الصرف الصحي الصناعية والتخلص غير القانوني من النفايات الخاصة، المنصوص عليها في المادتين 137، الفقرة 1، و 256 من المرسوم التشريعي 3 أبريل 2006، رقم 152، عدم قدرة السلطة المحلية على تنفيذ أعمال بناء محطات معالجة بسبب نقص الموارد المالية اللازمة، حيث يجب عليها تخصيص هذه الموارد، على سبيل الأولوية، لتلبية الاحتياجات المتعلقة بصحة المواطنين وحماية الموارد الطبيعية.

هذا الحكم ذو أهمية قصوى. قضت المحكمة بأن الصعوبات الاقتصادية لا يمكن أن تبرر الانتهاكات التي تعرض سبل العيش الأساسية مثل الصحة والبيئة للخطر. يرتكز المبدأ على المادة 32 من الدستور الإيطالي، التي تضمن الحق في الصحة. تقع على عاتق الهيئة العامة واجب ذي أولوية لتخصيص مواردها للحفاظ على هذه الأصول. لا تنطبق عدم إمكانية المطالبة بالسلوك إلا في المواقف القصوى، وليس على مجرد نقص الأموال، والذي يندرج ضمن التحديات الإدارية. أكدت محكمة النقض، بالإشارة إلى سوابق قضائية، أن حماية البيئة لا يمكن أن تخضع لمنطق الميزانية.

الآثار ومسؤوليات السلطات المحلية

يفرض الحكم رقم 24718/2025 تفكيرًا عميقًا في تخطيط وتخصيص الموارد للسلطات المحلية. لم يعد نقص الأموال عذرًا لتأجيل التدخلات الأساسية. تقترح المحكمة نهجًا استباقيًا، يشمل:

  • البحث عن تمويل بديل (أوروبي، شراكات بين القطاعين العام والخاص).
  • التخطيط طويل الأجل للمشاريع البنية التحتية.
  • اعتماد تدابير وقائية ورقابية صارمة.

تتشكل المسؤولية الجنائية أيضًا عن إغفال التدخلات الواجبة. يعزز القرار فكرة أن الصحة العامة والموارد الطبيعية قيم غير قابلة للتفاوض.

الخاتمة: تحذير لحماية أراضينا

يمثل الحكم رقم 24718 لعام 2025 الصادر عن محكمة النقض تحذيرًا هامًا. يؤكد بقوة مبدأ أن حماية البيئة وصحة المواطنين واجب مطلق، لا يمكن التضحية به بسبب الصعوبات الاقتصادية. في مواجهة جرائم خطيرة مثل التفريغ غير المصرح به والتخلص غير القانوني، لا يسمح القانون بتبريرات تستند إلى نقص الموارد. يعزز هذا الاتجاه حماية أصولنا الطبيعية ويذكرنا بأن الاستدامة البيئية واجب قانوني ملزم للرفاهية الحالية والمستقبلية.

مكتب المحاماة بيانوتشي