يقع الحكم رقم 21914 الصادر بتاريخ 16 مارس 2023، عن محكمة النقض، في سياق قانوني ذي أهمية خاصة، يتعلق بشروط قبول الطعون بالنقض، لا سيما فيما يتعلق بتحريف وثائق الدعوى. أعلنت المحكمة عدم قبول الطعن المقدم من س. س.، مؤكدة على أهمية الدقة في تحديد وثائق الإجراءات والأسباب التي تبرر الاعتراض.
يمثل تحريف وثائق الدعوى موضوعًا جوهريًا في قانون الإجراءات. أوضحت المحكمة أنه عندما يعترض مقدم الطعن على تحريف مزعوم، فإن واجبه لا يقتصر على تحديد الأسباب التي تجعل البيانات المحرفة تقوض اتساق أسباب الحكم، بل يجب عليه أيضًا تقديم تحديد واضح ومحدد لوثائق الإجراءات المعنية. هذا الجانب أساسي لضمان صحة وشفافية العملية القضائية.
تحريف وثائق الدعوى - قابلية الكشف - الأعباء على مقدم الطعن - التحديد. يجب أن يتضمن الطعن بالنقض الذي يعترض على تحريف وثائق محددة في الدعوى، تحت طائلة عدم القبول، ليس فقط تحديد الأسباب التي تجعل البيانات المحرفة تقوض وتضر بالتماسك المنطقي والاتساق الكامل لأسباب الحكم، بل يجب أيضًا تحديد وثائق الإجراءات التي يستند إليها السبب بشكل لا لبس فيه وتمثيلها بشكل محدد.
يعكس الحكم رقم 21914/2023 الأحكام السابقة في هذا الشأن، بالإشارة إلى المادة 606 من قانون الإجراءات الجنائية الجديد. وفقًا للاجتهاد القضائي المستقر، يجب أن يكون الطعن مدعومًا بأسباب قوية ومفصلة، قادرة على إثبات تأثير التحريف على القرار النهائي. من المهم ملاحظة أن مجرد الاعتراض، الخالي من التحديد الكافي، لا يكفي لتجاوز فحص القبول.
في الختام، يؤكد الحكم رقم 21914 لعام 2023 على مبدأ أساسي في الإجراءات الجنائية: ضرورة وجود طعن بالنقض مدعوم بأسباب محددة وجيدة. لا يوضح هذا الحكم مسؤوليات مقدم الطعن فحسب، بل يؤكد أيضًا على أهمية ضمان محاكمة عادلة، حيث يتم التعامل مع كل جانب من جوانب الإجراءات بالاهتمام والوضوح الواجبين. بالنسبة للمحامين، من الضروري مراعاة هذه المتطلبات عند إعداد الطعون، لتجنب عدم القبول وضمان الدفاع عن حقوق موكليهم.