يقدم الحكم الأخير رقم 20279 المؤرخ في 21 مارس 2023، والمودع في 12 مايو 2023، فرصة مهمة للتفكير بشأن عدم العقاب لضآلة الفعل، كما هو منصوص عليه في المادة 131-مكرر من قانون العقوبات، المعدلة بالمرسوم التشريعي رقم 150 لسنة 2022. يندرج هذا الحكم الصادر عن محكمة النقض في سياق تشريعي متطور ويوضح بعض القضايا الأساسية المتعلقة بشروط تطبيق سبب عدم العقاب هذا.
أدخل المرسوم التشريعي رقم 150 لسنة 2022 تعديلات هامة على المادة 131-مكرر من قانون العقوبات، مما وسع نطاق إمكانية عدم العقاب للجرائم ذات الضآلة الخاصة. أكدت محكمة النقض، في الحكم قيد النظر، على ضرورة أخذ السلوك اللاحق للجريمة في الاعتبار عند تقييم مدى استيفاء شروط تطبيق هذا السبب المخفف للعقاب.
سبب عدم العقاب لضآلة الفعل – المادة 131-مكرر من قانون العقوبات، بصيغتها المعدلة بالمرسوم التشريعي رقم 150 لسنة 2022 – السلوك اللاحق للجريمة – الأهمية – الشروط. فيما يتعلق بعدم العقاب لضآلة الفعل، فإن السلوك اللاحق للجريمة، نتيجة لتعديل المادة 131-مكرر من قانون العقوبات بموجب المرسوم التشريعي رقم 150 المؤرخ في 10 أكتوبر 2022، يشكل عنصراً قابلاً للتقييم في إطار الحكم على مدى استيفاء شروط التطبيق العملي لهذا السبب المخفف، حيث يكتسب أهمية لتقدير حجم الضرر، أو كدليل محتمل على شدة العنصر المعنوي.
يؤكد قرار محكمة النقض على أن تقييم السلوك اللاحق للجريمة ليس مجرد تفصيل، بل هو عنصر حاسم لتطبيق عدم العقاب. هذا يعني أنه عند تحديد ضآلة الفعل، سيكون من الضروري النظر أيضًا في الإجراءات التي اتخذها المتهم بعد ارتكاب الجريمة. يتماشى هذا النهج مع التوجيهات الأوروبية بشأن تناسب العقوبة وأهمية إعادة الإدماج الاجتماعي للمذنب.
يمثل الحكم رقم 20279 لسنة 2023 خطوة هامة في توضيح سبل تطبيق عدم العقاب لضآلة الفعل. إنه يدعو إلى التفكير في أهمية التقييم الشامل الذي لا يشمل فقط الفعل بحد ذاته، بل أيضًا السلوك اللاحق للمتهم. هذا النهج لا يحمي حقوق المتهم فحسب، بل يعكس أيضًا تطورًا نحو نظام عقابي أكثر عدلاً وتناسبًا. في سياق إصلاح وتحديث القانون الجنائي، من الضروري أن تستمر قرارات الفقه القضائي في اتباع هذا المسار من الاهتمام بالسياق وخصوصية كل حالة على حدة.