في المشهد القانوني الإيطالي، يمثل المرسوم رقم 9554 المؤرخ في 9 أبريل 2024 خطوة هامة في مجال التحقق الضريبي، مسلطًا الضوء على الأهمية المركزية لمبدأ المواجهة بين الإدارة الضريبية والمكلف. يحدد هذا القرار الصادر عن محكمة النقض بوضوح أن التحقق المستند إلى الدراسات القطاعية يتطلب تفاعلًا مناسبًا مع الشخص الذي يتم التحقق منه، وذلك لضمان عملية عادلة ومنصفة.
تؤكد المحكمة، بهذا المرسوم، مبدأً أساسيًا: التحقق الذي يتم فقط بناءً على الدراسات القطاعية يعتبر باطلاً إذا لم يسبقه مبدأ المواجهة. هذا مهم بشكل خاص لأن الدراسات القطاعية تستند إلى قرائن بسيطة وإحصائيات، والتي لا يمكن اعتبارها بمعزل عن الوضع الاقتصادي المحدد للمكلف. هناك حاجة إلى تقييم يأخذ في الاعتبار خصوصيات وظروف تشغيل الشركة الفعلية.
إن التحقق الذي يتم بناءً على التطبيق الوحيد للدراسات القطاعية يفرض، تحت طائلة البطلان، واجب المواجهة المسبقة مع المكلف، لأن نظام القرائن البسيطة التي تستند إليها الدراسات - والتي لا يتم تحديد خطورتها ودقتها وتوافقها بحكم القانون فيما يتعلق بالمعايير وحدها - يتطلب مسارًا لتكييف المعالجة الإحصائية مع الواقع الاقتصادي الفعلي للمكلف، والذي يصب نتيجته في حيثيات الحكم، والتي يجب أن تشمل الأسباب التي تم بموجبها تجاهل ملاحظات المتلقي للنشاط التحقيقي؛ على العكس من ذلك، لا يلزم هذا الواجب إذا كان التحقق يستند أيضًا إلى عناصر مبررة إضافية، مثل عدم الجدوى الاقتصادية المتكررة للنشاط، المستمدة من المخالفات المحاسبية أو الإدارات التجارية غير العادية.
يوضح هذا الملخص أن حيثيات الحكم يجب أن تتضمن الأسباب التي تم بموجبها تجاهل ملاحظات المكلف، مما يتطلب شفافية وتبريرًا كافيًا من قبل الإدارة الضريبية.
في الختام، يمثل المرسوم رقم 9554 لسنة 2024 حماية هامة لحقوق المكلفين، مسلطًا الضوء على أهمية مبدأ المواجهة في التحقق الضريبي. لا يعزز هذا القرار مبدأ العدالة الضريبية فحسب، بل يدعو أيضًا السلطات الضريبية إلى اتباع نهج أكثر حوارًا وأقل أحادية الجانب، وتعزيز نظام يعترف بالواقع الاقتصادي لكل مكلف ويحترمه. يندرج هذا الحكم في سياق أوسع لحماية الحقوق والتطبيق الصحيح للقواعد الضريبية، بما يتماشى مع مبادئ الإنصاف المنصوص عليها في التشريعات الإيطالية والأوروبية.