يقدم الحكم رقم 369 الصادر في 10 فبراير 2006 عن محكمة استئناف ميلانو تأملاً هامًا حول المسؤولية الطبية والعلاقة السببية بين السلوك المهني والأضرار التي تلحق بالمرضى. في هذه الحالة، أكدت المحكمة مسؤولية مؤسسة مركز س.ر. ديل م.ت. عن وفاة مريض، مع التركيز على ضرورة التقييم المناسب للحالة السريرية وأهمية مسار علاجي شخصي.
كانت القضية قيد النظر تتعلق بوفاة السيد ر. إكس إكس إكس، التي حدثت بسبب مضاعفات ما بعد الجراحة بعد إجراء عملية جراحية في المخ. كانت محكمة ميلانو قد قضت في البداية بمسؤولية المؤسسة، وألزمتها بدفع تعويضات عن الأضرار. استندت المحكمة في قرارها إلى استشارة فنية أبرزت إهمالاً في التحضير قبل الجراحة وإدارة المريض بعد الجراحة.
يجب ربط المسؤولية بمفهوم العلاج الطبي الذي يجب أن يلتزم بمعايير صحيحة للإشارة الطبية.
كان على المحكمة أن تفحص ما إذا كانت هناك علاقة سببية بين إغفالات الكوادر الصحية ووفاة المريض. تم التأكيد على أن الإقامة في المستشفى والقرارات العلاجية هي جزء لا يتجزأ من مفهوم العلاج الطبي، كما هو منصوص عليه في المادتين 32 و 13 من الدستور الإيطالي. اعترفت المحكمة بأنه في غياب إطار سريري مناسب وعلاج شخصي، تعرض المريض لمخاطر مفرطة، مما يجعل سلوك الكوادر الصحية مهملاً.
يبرز حكم محكمة استئناف ميلانو أهمية النهج الشخصي في رعاية المرضى ويقدم نقاطًا للتفكير حول المسؤولية الطبية. يجب أن تكون قرارات الكوادر الصحية دائمًا مدفوعة بتقييمات سريرية مناسبة، مع تجنب تعريض المرضى لمخاطر غير ضرورية. تمثل هذه القضية سابقة هامة للنزاعات القانونية المستقبلية في المجال الصحي.