الاختصاص المكاني في التسوية الوقائية: التوضيح الحاسم للحكم رقم 9371 لسنة 2025

قانون إدارة الأزمات التجارية في تطور مستمر. الحكم رقم 9371 الصادر بتاريخ 09/04/2025 عن محكمة النقض يقدم توضيحًا هامًا بشأن التسوية الوقائية، مع التركيز على الاختصاص المكاني. هذا القرار، الذي نتج عن طعن A. L. ضد B. وتم فيه رفض قرار محكمة روما، يقدم تفسيرًا موثوقًا للشركات والعاملين في مجال القانون، محددًا بدقة اللحظة التي يمكن للقاضي فيها ملاحظة عدم الاختصاص تلقائيًا.

التسوية الوقائية: أداة وأهمية

التسوية الوقائية، المنظمة بموجب المرسوم التشريعي رقم 14 لسنة 2019 (قانون أزمات الشركات والإعسار - CCII)، هي أداة أساسية لتمكين الشركات المتعثرة من إعادة هيكلة ديونها وتجنب التصفية. تتطلب الإجراءات تقديم اقتراح وخطة ووثائق مفصلة. تحديد المحكمة المختصة هو شرط لا غنى عنه، ولكن توقيت ملاحظة عدم الاختصاص تلقائيًا أثار شكوكًا، تم حلها الآن من قبل محكمة النقض.

لحظة ملاحظة عدم الاختصاص تلقائيًا

تنظم المادة 27 من المرسوم التشريعي رقم 14 لسنة 2019 الاختصاص المكاني للتسوية الوقائية. القضية المركزية التي تناولتها المحكمة العليا تتعلق بالموعد النهائي الذي يمكن للقاضي فيه، بمبادرته الخاصة، إثارة اعتراض على عدم الاختصاص. هذا الجانب حاسم لسرعة وإمكانية التنبؤ بالإجراءات. يقدم الحكم رقم 9371 لسنة 2025 إجابة نهائية، ربطًا هذا الموعد بلحظة إجرائية محددة جيدًا، بما يتماشى مع مبادئ الاقتصاد الإجرائي والنزاهة.

فيما يتعلق بالتسوية الوقائية العادية والمشروطة، يجب تحديد الموعد لملاحظة عدم الاختصاص المكاني تلقائيًا بموجب المادة 27 من المرسوم التشريعي رقم 14 لسنة 2019 في اللحظة التي يمتلك فيها القاضي جميع العناصر اللازمة لاتخاذ هذا التقييم، وبالتالي، عندما يكون هناك تقديم للاقتراح والخطة والوثائق المنصوص عليها في المادة 39، الفقرات 1 و 2 و 3 من المرسوم المذكور، وهو ما يتزامن مع لحظة اتخاذ قرار القبول أو عدم القبول في إجراء التسوية التعاقدية لأزمة الشركة.

تؤكد محكمة النقض أن القاضي يمكنه ملاحظة عدم الاختصاص المكاني تلقائيًا فقط عندما تتوفر لديه جميع الوثائق المنصوص عليها في المادة 39، الفقرات 1 و 2 و 3 من CCII. تتزامن هذه اللحظة مع مرحلة اتخاذ قرار القبول أو عدم القبول في التسوية. إنها ليست سلطة يمكن ممارستها في أي مرحلة، بل فقط عندما يكون الإطار التحقيقي كاملاً. يضمن هذا التفسير عدم إثارة الاعتراض على عدم الاختصاص مبكرًا، مما يمنع التأخير، ولكنه أيضًا ليس متأخرًا جدًا، مما يضر بانتظام الإجراء. يؤكد الحكم على أهمية التقديم الوثائقي الكامل، والذي يشمل:

  • تقرير عن الوضع المالي والاقتصادي والمالي.
  • قائمة الدائنين مع تحديد الديون وأسباب الأفضلية.
  • الوثائق الضريبية لآخر ثلاث سنوات.

يهدف هذا النهج، الذي يعتمد على مبادئ قانون الإجراءات المدنية (المادتان 5 و 38) ويستمر في السوابق القضائية (مثل الحكم رقم 907 لسنة 2017)، إلى الموازنة بين الحاجة إلى تحديد المحكمة المختصة بشكل صحيح والحاجة إلى عدم إعاقة مسار إنقاذ الشركة.

الخاتمة

الحكم رقم 9371 لسنة 2025 الصادر عن محكمة النقض هو نقطة ثابتة في القضاء المتعلق بالإعسار. من خلال تحديد لحظة ملاحظة عدم الاختصاص المكاني تلقائيًا في التسوية الوقائية، فإنه يوفر مزيدًا من اليقين القانوني ويعزز الإدارة الأكثر كفاءة لأزمات الشركات. بالنسبة للمهنيين والشركات، يعني هذا وعيًا أكبر بأهمية الإعداد الوثائقي الدقيق وفي الوقت المناسب، وهو شرط أساسي للبدء السليم والسير في هذه الإجراءات الحساسة.

مكتب المحاماة بيانوتشي