يشهد مجال القانون الضريبي والجنائي تطورًا مستمرًا، وتلعب قرارات محكمة النقض دورًا أساسيًا في تحديد الحدود بين الحالات المختلفة. وقد تناول حكم حديث، وهو الحكم رقم 20649 لعام 2025، موضوعًا ذا أهمية عملية كبيرة: إمكانية اعتبار جريمة الاحتيال في التهرب الضريبي فيما يتعلق بالتصرفات اللاحقة لفرض غرامة إدارية لعدم تعبئة النموذج "RW". يقدم هذا القرار توضيحات أساسية للمهنيين والمكلفين، ويميز بدقة متى يمكن أن يؤدي السلوك إلى جريمة جنائية أو يظل ضمن نطاق المخالفات الإدارية.
تجرم المادة 11 من المرسوم التشريعي رقم 74/2000 جريمة الاحتيال في التهرب الضريبي، حيث تعاقب كل من يقوم، بهدف التهرب من دفع ضرائب الدخل أو القيمة المضافة، أو الغرامات أو الفوائد المتعلقة بها، بأعمال احتيالية على ممتلكاته أو ممتلكات الغير تكون كافية لجعل إجراءات التحصيل القسري غير فعالة كليًا أو جزئيًا. لطالما أكدت السوابق القضائية أن العنصر الأساسي لهذه الحالة هو وجود "التزام ضريبي سابق" لضرائب الدخل أو القيمة المضافة. وعلى وجه التحديد في هذه النقطة، يقدم الحكم قيد النظر توضيحًا حاسمًا، محللاً قضية السيد م. ج.
في القضية التي تناولتها محكمة النقض، اتُهم السيد م. ج. بالاحتيال في التهرب الضريبي بعد إجراءات تصرف قام بها بعد تلقي إشعار بدفع غرامة إدارية. وقد فُرضت هذه الغرامة بموجب المادة 5 من المرسوم القانوني رقم 167 المؤرخ في 28 يونيو 1990، لعدم تعبئة النموذج "RW". هذا النموذج، كما نتذكر، هو أداة أساسية للمراقبة الضريبية للأنشطة المالية والاستثمارات التي يحتفظ بها المقيمون الإيطاليون في الخارج. وقد رفضت المحكمة، عند فحص المسألة، اعتبارها جريمة، ووضعت مبدأ قانونيًا يستحق التفكير المتأني.
لا تشكل جريمة الاحتيال في التهرب الضريبي القيام بتصرفات لاحقة لتلقي إشعار بدفع الغرامة الإدارية المنصوص عليها في المادة 5 من المرسوم القانوني 28 يونيو 1990، رقم 167، الذي تم تحويله، مع تعديلات، بموجب القانون 4 أغسطس 1990، رقم 227، المفروضة لعدم تعبئة النموذج "RW"، نظرًا لأن هذه الغرامة، المتعلقة بالممتلكات والدخل، لا ترتبط بشكل مباشر بالتزام ضريبي سابق لضرائب الدخل أو القيمة المضافة، والتي يشكل تحصيلها الصحيح موضوع حماية القاعدة الجنائية.
هذه الخلاصة من محكمة النقض ذات أهمية أساسية. يكمن جوهر القرار في طبيعة الغرامة الإدارية لعدم تعبئة النموذج RW. على الرغم من أن هذه الغرامة مرتبطة بلا شك بممتلكات ودخل المكلف، إلا أنها لا تشكل "التزامًا ضريبيًا سابقًا" لضرائب الدخل أو القيمة المضافة. في الواقع، تهدف المادة 11 من المرسوم التشريعي رقم 74/2000 إلى حماية التحصيل الصحيح لضرائب محددة، وليس بشكل عام أي مطالبة مالية، حتى لو كانت ذات طبيعة إدارية. بعبارة أخرى، الغرامة المتعلقة بالنموذج RW هي عقوبة لعدم تقديم معلومات، وليست ضريبة تم التهرب منها بالمعنى الدقيق للكلمة. ونتيجة لذلك، فإن التصرفات التي تهدف إلى حرمان الدائن من سداد هذه الغرامة الإدارية المحددة لا تندرج ضمن الحالة الجنائية التي حددتها المادة 11.
لا يعني قرار محكمة النقض رقم 20649/2025 بأي حال من الأحوال أن عدم تعبئة النموذج RW هو عمل خالٍ من العواقب. على العكس من ذلك، فإنه ينطوي على غرامات إدارية صارمة، كما هو منصوص عليه في اللوائح. ومع ذلك، فقد رسمت المحكمة خطًا واضحًا بين المخالفة الإدارية والجريمة الجنائية للاحتيال في التهرب الضريبي. هذا التمييز حاسم من أجل:
يُنصح دائمًا، لكل من يمتلك أصولًا مالية في الخارج، بالاعتماد على مهنيين ذوي خبرة للتعبئة الصحيحة للنموذج RW ولجميع الالتزامات الضريبية، لتجنب ليس فقط الغرامات الإدارية، ولكن أيضًا خطر الاعتراضات الجنائية إذا وقعت الأفعال ضمن حالات أكثر خطورة.
يمثل الحكم رقم 20649 لعام 2025 الصادر عن محكمة النقض لبنة مهمة في فسيفساء السوابق القضائية المتعلقة بالجرائم الضريبية. ويؤكد على ضرورة القراءة الصارمة للقواعد الجنائية، وخاصة المادة 11 من المرسوم التشريعي رقم 74/2000، التي تتطلب "اتصالًا مباشرًا" بالتزام ضريبي سابق لضرائب الدخل أو القيمة المضافة. الغرامة لعدم تعبئة النموذج RW، على الرغم من أهميتها، لا تلبي هذا الشرط، وبالتالي فإن التصرفات التي تهدف إلى التهرب من دفعها لا تشكل جريمة الاحتيال في التهرب الضريبي. هذا الوضوح القضائي ضروري لضمان اليقين القانوني والتطبيق الصحيح للغرامات، سواء الإدارية أو الجنائية، في النظام الضريبي الإيطالي المعقد.