يقدم الحكم رقم 22361 الصادر في 7 أغسطس 2024، عن محكمة النقض، توضيحات هامة بشأن التنازل عن خمس الراتب، وهو موضوع ذو أهمية كبيرة للعاملين وأصحاب العمل. على وجه الخصوص، تتناول هذه القرار شرعية خصم المبالغ من قبل صاحب العمل لتغطية تكاليف إدارة التنازل. يهدف هذا المقال إلى تحليل تفصيلي لآثار هذا الحكم.
التنازل عن خمس الراتب هو شكل من أشكال القروض حيث يسمح العامل لصاحب العمل بخصم جزء من راتبه لسداد الدين المتعاقد عليه. تنظم القوانين الإيطالية، وخاصة القانون المدني، هذه العملية، ولكن الحكم المعني يقدم تفاصيل إضافية فيما يتعلق بالتكاليف المرتبطة بها.
في حالة لجوء العامل إلى التنازل عن خمس الراتب، فإن خصم صاحب العمل للمبالغ التي تعادل التكاليف الوظيفية لنجاح التنازل يكون مشروعًا فقط إذا كانت العملية تنطوي على تكاليف إضافية للمحاسبة والإدارة غير محتملة مقارنة بالتنظيم المؤسسي، ويقع عبء إثبات هذه الأعباء غير المتناسبة على صاحب العمل.
يؤكد هذا المبدأ على أن خصم المبالغ يجب أن يكون مبررًا ومتناسبًا. بعبارة أخرى، لا يمكن لصاحب العمل ببساطة تطبيق تكلفة عامة؛ بل يجب عليه إثبات أن هذه التكاليف ضرورية ولا يمكن تحملها في الهيكل الحالي للشركة. وهذا يعني مسؤولية واضحة على صاحب العمل، الذي يقع عليه عبء إثبات "الأعباء غير المتناسبة" لهذه التكاليف.
يمثل الحكم رقم 22361 لسنة 2024 خطوة هامة في حماية حقوق العمال فيما يتعلق بالتنازل عن خمس الراتب. ويوضح أن على أصحاب العمل أن يكونوا مستعدين لتبرير أي خصومات، لتجنب الانتهاكات التي قد تمس كرامة واستقرار العمال الاقتصادي. من الضروري أن تتبنى الشركات ممارسات شفافة وعادلة في إدارة هذه العمليات، مما يضمن التوازن بين احتياجات الشركة وحقوق العامل.