يقدم الحكم رقم 23434 الصادر في 30 أغسطس 2024 عن محكمة النقض رؤى هامة لفهم ديناميكيات عقد الضمان المستقل. على وجه الخصوص، يتناول الحكم مسألة انقضاء الالتزام المضمون وإمكانية مطالبة الضامن بالاعتراض على مطالبة المستفيد، حتى في غياب سوء النية من جانب الأخير. يهدف هذا المقال إلى تحليل الجوانب القانونية الرئيسية التي نشأت عن الحكم، مع محاولة تبسيط الخطاب لجعله متاحًا للجميع.
عقد الضمان المستقل هو اتفاق يلتزم بموجبه شخص، وهو الضامن، بتلبية دين طرف ثالث، وهو المستفيد، إذا لم يفي به المدين الأصلي. يتميز هذا الشكل التعاقدي باستقلاليته عن العلاقة الرئيسية، مما يعني أن الضامن لا يمكنه الاعتراض على المستفيد بالدفوع المتعلقة بالعقد الأساسي.
عقد الضمان المستقل - انقضاء الالتزام المضمون - قابلية الاعتراض من قبل الضامن - سوء نية القابض - الأهمية - الاستبعاد - الأساس. فيما يتعلق بعقد الضمان المستقل، يمكن للضامن الذي يُطالب بالوفاء، بهدف شل مطالبة المستفيد، دائمًا المطالبة بانقضاء الالتزام المضمون (حتى لو لم يكن هناك سوء نية من جانب الدائن يبرر ما يسمى بالدفع بالتدليس)، نظرًا لأن عدم وجود العلاقة الرئيسية للقيمة (الأصلية أو اللاحقة)، باستبعاد التحقق المجرد للخسارة المالية التي كان من الممكن أن تنجم عن عدم الوفاء للمستفيد الدائن، يحرم الضمان من سببه المبرر.
يبرز المبدأ المذكور أعلاه كيف أنه في حالة مطالبة الضامن، يمكنه دائمًا الاعتراض بانقضاء الالتزام المضمون، بغض النظر عن سلوك الدائن. هذا له أهمية أساسية، لأنه يسمح للضامن بالدفاع بفعالية ضد مطالبات المستفيد غير المبررة.
يستند الحكم إلى مبادئ وضعها القانون المدني، وخاصة المادتين 1322 و 1939. فالمادة 1322، في الواقع، تعترف بحرية التعاقد، بينما تنظم المادة 1939 على وجه التحديد عقد الضمان. يندرج هذا الحكم في سياق قضائي شهد تطورًا في الاعتراف بحقوق الضامن، كما هو موضح أيضًا في أحكام سابقة (على سبيل المثال، الحكم رقم 8342 لسنة 2017 والحكم رقم 30509 لسنة 2019). أرادت المحكمة توضيح أن عدم وجود الالتزام الرئيسي، سواء كان أصليًا أو لاحقًا، يستبعد شرعية مطالبة المستفيد.
في الختام، يمثل الحكم رقم 23434 لسنة 2024 خطوة مهمة إلى الأمام في حماية حقوق الضامن في عقد الضمان المستقل. يؤكد من جديد على أهمية انقضاء الالتزام المضمون كدفاع صالح ضد المطالبات غير المبررة. يجب على المهنيين القانونيين إيلاء اهتمام خاص لهذه الديناميكيات، لأنها يمكن أن تؤثر بشكل كبير على استراتيجيات الدفاع في المنازعات المتعلقة بالضمانات. يمكن أن يحدث الوعي بهذه الأحكام فرقًا في تخطيط وإدارة عقود الضمان.