يمثل الأمر القضائي الأخير رقم 22005 الصادر في 5 أغسطس 2024 عن محكمة النقض فرصة مهمة لتوضيح موضوع التحكيم، لا سيما فيما يتعلق بالطعن في الحكم التحكيمي. في هذا المقال، سنحلل الجوانب الرئيسية للحكم، مع تسليط الضوء على التمييز بين التحكيم الطقوسي والتحكيم غير الطقوسي وعواقبهما على الاختصاص القضائي.
شمل النزاع طرفين هما م. (س. ف.) ور. (ف. ب.)، حيث اعترض الأخير على إجراءات التحكيم المتبعة. رفضت محكمة الاستئناف في بولونيا، بموجب حكمها الصادر في 17 يونيو 2022، طلبات الطعن في الحكم التحكيمي، مؤكدة على ضرورة التمييز بين الأشكال المختلفة للتحكيم. وقد أكدت محكمة النقض، بقبولها الطعن، أنه إذا اعتبر المحكمون ضمنيًا الطبيعة الطقوسية للتحكيم، فيجب أن يتم الطعن في الحكم التحكيمي وفقًا للإجراءات المنصوص عليها للتحكيم الطقوسي.
التحكيم المؤهل كتحكيم غير طقوسي من قبل المحكمين - الطعن في الحكم التحكيمي - النظام. في حال اعتبر المحكمون، حتى ضمنيًا، الطبيعة الطقوسية للتحكيم، من خلال اتخاذ الإجراءات وفقًا للمواد 816 وما يليها من قانون الإجراءات المدنية، فيجب تقديم الطعن في الحكم التحكيمي، حتى لو كان يهدف إلى إثبات الطبيعة غير الطقوسية للتحكيم والأخطاء الإجرائية الناتجة التي ارتكبها المحكمون، أمام محكمة الاستئناف، وفقًا للمادة 827 من قانون الإجراءات المدنية وما يليها، وليس بالطرق الخاصة بالطعن في التحكيم غير الطقوسي، أي أمام القاضي المختص عادةً بالادعاء فقط بالعيوب التي يمكن أن تبطل أي تعبير عن الإرادة التعاقدية.
يبرز هذا الملخص أهمية التأهيل الصحيح للتحكيم، حيث أن التصور الخاطئ لطبيعته يمكن أن يؤدي إلى عواقب إجرائية وخيمة. في الواقع، إذا اتبع المحكمون أحكام المواد 816 وما يليها من قانون الإجراءات المدنية، فيجب أن يتبع الطعن قواعد التحكيم الطقوسي، حتى لو كان الطرف الطاعن ينوي الاعتراض على الطبيعة غير الطقوسية.
للحكم آثار عملية متعددة على الأطراف المشاركة في إجراءات التحكيم:
يمثل الحكم رقم 22005 لعام 2024 خطوة مهمة في توضيح القواعد المتعلقة بالتحكيم في إيطاليا. ويؤكد على أهمية التفسير الصحيح لإجراءات الطعن، مع تسليط الضوء على أن الطبيعة الطقوسية للحكم التحكيمي تحدد نطاق تطبيق أحكام قانون الإجراءات المدنية. يجب على الأطراف المشاركة في إجراءات التحكيم إيلاء اهتمام خاص لهذه الجوانب لتجنب المشاكل القانونية وضمان الحماية الصحيحة لحقوقهم.