يمثل الحكم رقم 23332 الصادر بتاريخ 29 أغسطس 2024 عن محكمة النقض، برئاسة القاضي داسكولا ب.، خطوة هامة في تحديد الاختصاص القضائي فيما يتعلق بالتعويض عن الأضرار الناجمة عن حرائق تسببت فيها أعمال هيدروليكية. وبشكل خاص، قضت المحكمة بأن طلبات التعويض المتعلقة بالأضرار التي تسببها هذه الأعمال يجب أن تُنظر أمام محكمة المياه الإقليمية.
كان النزاع يتعلق بدعوى تعويض عن أضرار رفعها ج. (ألانبريسي م.) ضد س. (فراسكيلا إ. ب.)، حيث ادعى أن الحريق كان سببه عدم إزالة الأعشاب الضارة على ضفاف عمل هيدروليكي. أكدت محكمة النقض على أهمية المادة 140، الفقرة هـ)، من المرسوم الملكي رقم 1775 لسنة 1933، التي تحدد معايير توزيع الاختصاص بين القاضي العادي والقاضي المتخصص.
توزيع الاختصاص بين القاضي العادي والقاضي المتخصص - المعايير - حالة دعوى تعويض عن أضرار ناجمة عن حريق. يجب تفسير المادة 140، الفقرة هـ)، من المرسوم الملكي رقم 1775 لسنة 1933، على أن جميع الدعاوى، مهما كان سببها، الموجهة ضد مالك أو مدير عمل هيدروليكي والمطالبة بالتعويض عن ضرر ناتج عن طريقة إنشاء هذا العمل أو إدارته أو صيانته، تُحال إلى اختصاص محكمة المياه الإقليمية. (تطبيقًا للمبدأ، أعلنت محكمة النقض اختصاص محكمة المياه الإقليمية فيما يتعلق بطلب تعويض عن أضرار ناجمة عن حريق، والذي نشأ، حسب ادعاء المدعي، عن عدم إزالة الأعشاب الضارة التي نمت على ضفاف عمل هيدروليكي).
لهذا القرار آثار قانونية هامة، حيث يوضح أن النزاعات المتعلقة بالأعمال الهيدروليكية، وخاصة تلك التي قد تسبب أضرارًا للغير، يجب أن تُنظر في سياق قضائي متخصص. يتماشى الحكم في الواقع مع التشريعات السارية ومبادئ التخصص القانوني، مؤكدًا على أهمية حماية البيئة والسلامة العامة.
في الختام، يمثل الحكم رقم 23332 بتاريخ 29 أغسطس 2024 توضيحًا هامًا للاختصاص القضائي فيما يتعلق بالتعويض عن الأضرار الناجمة عن حرائق تسببت فيها أعمال هيدروليكية. فهو لا يؤكد فقط على أهمية تخصص المحاكم، بل أيضًا على ضرورة الإدارة المسؤولة للأعمال الهيدروليكية لتجنب إلحاق الضرر بالغير. هذا القرار أساسي للمهنيين القانونيين العاملين في هذا المجال، مما يساهم في زيادة اليقين القانوني وحماية المواطنين.