قدم الحكم الأخير لمحكمة النقض رقم 20619 لسنة 2023 فرصة مهمة للتفكير في صلاحيات قاضي الاستئناف في المسائل الجنائية، لا سيما فيما يتعلق باستئناف النيابة العامة ضد أحكام البراءة. في هذا التحليل، سنحاول توضيح مضمون الحكم وأهميته في إطار القانون الجنائي الإيطالي.
تتعلق القضية المركزية في هذه القضية بإمكانية قاضي الاستئناف إعادة تقييم العنصر الموضوعي للجريمة، حتى في وجود حكم بالبراءة "لأن الواقعة لا تشكل جريمة". قضت المحكمة بأن استئناف النيابة العامة لا يمنع قاضي الاستئناف من إجراء تقييم جديد لسلوك المتهم. هذا الجانب أساسي لفهم الأثر الكامل لنقل الدعوى بموجب الاستئناف، كما هو منصوص عليه في المادة 597، الفقرة 2، الحرف ب)، من قانون الإجراءات الجنائية.
البراءة "لأن الواقعة لا تشكل جريمة" - استئناف النيابة العامة - منع القاضي الاستئنافي من تقييم العنصر الموضوعي للجريمة - استبعاد - الأسباب. استئناف النيابة العامة ضد حكم البراءة "لأن الواقعة لا تشكل جريمة" لا يمنع قاضي الاستئناف من إجراء تقييم مختلف لوجود السلوك، نظرًا للأثر الكامل لنقل الدعوى بموجب الاستئناف، والذي يمنح القاضي "المُستأنف لديه" صلاحيات اتخاذ القرار الواسعة المنصوص عليها في المادة 597، الفقرة 2، الحرف ب)، من قانون الإجراءات الجنائية.
يبرز هذا المبدأ أساسًا جوهريًا: استئناف النيابة العامة له أثر نقل الدعوى يسمح للقاضي بإعادة تقييم سلوك المتهم، بغض النظر عن قرار البراءة في الدرجة الأولى. في الأساس، لا يلتزم قاضي الاستئناف بالاستنتاجات التي تم التوصل إليها سابقًا ويمكنه إعادة فحص الأدلة والعناصر المقدمة أثناء المحاكمة.
يأتي هذا القرار استمرارًا لتوجهات قضائية سابقة أخرى، مما يؤكد ضرورة ضمان محاكمة عادلة وحماية مصالح العدالة، حتى في وجود أحكام بالبراءة. وبالتالي، أكدت المحكمة على أهمية مبدأ عدم التحيز الذي يجب أن يميز الإجراءات الجنائية، مما يسمح بتقييم عادل وشامل حتى في مرحلة الاستئناف.
في الختام، يمثل الحكم رقم 20619 لسنة 2023 مرحلة مهمة في الفقه القضائي الإيطالي، حيث يوضح عمل قاضي الاستئناف في مواجهة حكم بالبراءة. إن إمكانية إعادة تقييم سلوك المتهم تؤكد على أهمية عملية قانونية قادرة على ضمان العدالة ومعالجة قضايا الموضوع بشكل شامل. هذا المبدأ، على الرغم من تعقيده، ضروري لفهم ديناميكيات القانون الجنائي ولضمان التعامل مع كل قضية بالاهتمام الواجب واحترام القواعد.