يمثل الحكم رقم 34130 لعام 2023، الصادر عن محكمة النقض، قرارًا هامًا في مجال التدابير الاحترازية الشخصية ونظام الطعن فيها. على وجه الخصوص، تتناول المحكمة الاستئناف ضد رفض طلب إلغاء أو استبدال تدبير احترازي، مؤكدةً بعض المبادئ الأساسية التي تحكم إجراءات إعادة النظر في التدابير الاحترازية.
يعتمد إجراء الاستئناف المعني على المادة 310 من قانون الإجراءات الجنائية، التي تنص على أن للمشتبه فيه الحق في الطعن في الأمر الذي يرفض طلب إلغاء أو استبدال تدبير احترازي. ومع ذلك، تؤكد المحكمة أن محكمة إعادة النظر مقيدة بالأثر التحويلي للاستئناف، وبالتالي، ليس لديها صلاحيات تحقيق. هذا يعني أنها لا تستطيع إجراء تحقيقات جديدة أو جمع أدلة إضافية في إطار إعادة النظر.
الاستئناف ضد رفض طلب إلغاء أو استبدال تدبير احترازي - الأثر التحويلي - الوجود - صلاحيات التحقيق لمحكمة إعادة النظر - الاستبعاد - العواقب. في إجراء الاستئناف بموجب المادة 310 من قانون الإجراءات الجنائية المقدم من المشتبه فيه ضد الأمر الرافض لطلب إلغاء أو استبدال تدبير احترازي، فإن محكمة إعادة النظر مقيدة بالأثر التحويلي للاستئناف وتفتقر إلى صلاحيات التحقيق، بالإضافة إلى خضوعها لقيود زمنية لإصدار قرار المراقبة، وبالتالي فإن طرح وضع واقعي جديد، يعتبر أكثر ملاءمة للمستأنف، يجب أن يكون موضوع طلب جديد وموثق بشكل إضافي للقاضي المختص، وفي حالة الرفض، يتم الطعن فيه من خلال استئناف احترازي.
لذلك، توضح المحكمة أن أي وضع واقعي جديد يكون لصالح المستأنف يجب تقديمه من خلال طلب إلى القاضي المختص، ولا يمكن فحصه مباشرة في مرحلة الاستئناف. يهدف هذا النهج إلى ضمان احترام حقوق الأطراف المعنية، ومنع محكمة إعادة النظر من التحول إلى درجة أولى إضافية.
يقدم الحكم رقم 34130 لعام 2023 توجيهًا واضحًا بشأن حدود وطرق الطعن في التدابير الاحترازية، مع تسليط الضوء على أهمية احترام الإجراءات المنصوص عليها في قانون الإجراءات الجنائية. تؤكد هذه القضية على ضرورة اتباع نهج صارم في التعامل مع طلبات إلغاء أو استبدال التدابير الاحترازية، وتجنب خلق حالات من عدم اليقين أو إساءة استخدام الحق في الدفاع. في سياق قانوني متزايد التعقيد، تمثل الوضوح واليقين القانوني عناصر أساسية لحماية الحريات الفردية.