يلعب دور المدير الفعلي دورًا حساسًا في قانون الإفلاس. يمكن أن تشكل أفعاله جرائم خطيرة مثل الإفلاس الاحتيالي. يوضح الحكم رقم 19402 لعام 2025 الصادر عن محكمة النقض عمليات سحب الأموال التي قام بها المدير الفعلي كأتعاب. يقدم هذا القرار رؤى أساسية للمهنيين ورجال الأعمال، ويرسم الحدود بين الشرعية وعدم الشرعية وأهمية إضفاء الطابع الرسمي على العلاقات بين الشركات.
المدير الفعلي هو الشخص الذي، على الرغم من عدم وجود تعيين رسمي، يمارس فعليًا سلطات إدارة الشركة. يُعامل معاملة المدير القانوني لأغراض المسؤولية الجنائية في حالة الإفلاس (المادة 223 من قانون الإفلاس). يعاقب الإفلاس الاحتيالي المتعلق بالممتلكات (المادة 216، الفقرة 1، البند 1) كل من يحول أو يبدد أصول الشركة، مما يلحق الضرر بالدائنين. يفحص الحكم رقم 19402/2025 قضية ل. ت.، المدير الفعلي المتهم بالاستيلاء على مبالغ من الشركة المفلسة.
يشكل سلوك المدير الفعلي الذي يستولي على مبالغ نقدية من الشركة يدعي أنها مستحقة له كأتعاب عن خدماته العمالية المقدمة للكيان جريمة الإفلاس الاحتيالي المتعلق بالممتلكات. (حالة لم يكن فيها المدير الفعلي لديه أي علاقة عمل خاضعة للرقابة مع الشركة، وبالتالي، في غياب علاقة رسمية أيضًا، لم يكن بإمكانه المطالبة بأي دين ضد الشركة المفلسة).
هذه الخلاصة تجسد مبدأً أساسيًا. أكدت محكمة النقض أن الاستيلاء على المبالغ من قبل المدير الفعلي، حتى لو تم تبريره كـ "أتعاب"، يشكل إفلاسًا احتياليًا متعلقًا بالممتلكات. النقطة الحاسمة هي عدم وجود علاقة قانونية صالحة تضفي الشرعية على السحب. في الحالة المحددة، لم يكن للمدير الفعلي أي علاقة رسمية مع الشركة، وبالتالي، بدون سند قانوني، لم تكن المبالغ دينًا مشروعًا. يتحول السحب إلى تحويل للأصول، مما يضر بالدائنين، ويشكل المادة 216، الفقرة 1، البند 1، من قانون الإفلاس. هذا يعزز مبدأ أن إدارة الشركة، حتى لو كانت فعلية، يجب أن تحترم القواعد الرسمية والموضوعية، لحماية أصول الشركة والدائنين.
يسلط قرار المحكمة العليا الضوء على آثار مهمة. لا يعفي وصف "المدير الفعلي" من المسؤوليات. إضفاء الطابع الرسمي على كل علاقة اقتصادية بين الشركة والمديرين أمر أساسي. عدم وجود عقد أو قرار أو وثيقة تحدد أتعابًا يجعل كل سحب غير مبرر ومن المحتمل أن يكون غير قانوني. يرتبط هذا بالقانون المدني بشأن رواتب المديرين. لتجنب العواقب الوخيمة، من الضروري الالتزام بمبادئ الشفافية والشرعية.
الحكم رقم 19402 لعام 2025 الصادر عن محكمة النقض هو تحذير مهم لمن يشغلون مناصب إدارية، حتى لو كانت غير رسمية. الخط الفاصل بين التعويض المشروع والسلوك غير القانوني دقيق في غياب الضمانات الرسمية الكافية. المبدأ واضح: لا يوجد دين مقابل أتعاب إذا لم يكن مدعومًا بسند قانوني صالح. تجاهل هذا التمييز يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة، ويشكل إفلاسًا احتياليًا متعلقًا بالممتلكات. من الضروري للشركات والمديرين اعتماد إدارة شفافة ورسمية لا تشوبها شائبة، واللجوء إلى الاستشارة القانونية لضمان حماية أصول الشركة وراحة البال للدائنين.