يمثل الحكم رقم 27411 لعام 2021 الصادر عن محكمة النقض تدخلاً هاماً في المسؤولية المدنية للهيئات العامة، لا سيما في السياقات المدرسية. كانت القضية تتعلق بطلب تعويض من قبل الورثة عن وفاة طفلة معاقة أثناء ساعات الدوام المدرسي، بسبب سلوك إهمال مزعوم من قبل موظفي المدرسة والأخصائي الاجتماعي. سنقوم بتحليل النقاط البارزة في القرار وتداعياته القانونية.
أكدت محكمة الاستئناف في البداية قرار محكمة نابولي الذي رفض طلب التعويض، معتبرة أنه لم يكن هناك إهمال في طلب المساعدة، وأنه في أي حال من الأحوال، لم يكن من الممكن إنقاذ حياة الطفلة حتى مع تقديم المساعدة الفورية. ومع ذلك، طعنت المدعيات في هذا القرار، بحجة عدم منطقية الأسباب وتناقض التصريحات.
قدمت المدعيات عدة أسباب للطعن، منها:
تبدو أسباب الحكم المطعون فيه ظاهرية بحتة وعامة تمامًا.
قبلت محكمة النقض الطعن، مشيرة إلى الشذوذ في أسباب الحكم المطعون فيه. على وجه الخصوص، تم تسليط الضوء على التناقض بين الوقت الفعلي الذي استغرقته دعوة المساعدة والاستنتاج بأن هذا التأخير لم يكن من الممكن أن يؤثر على النتيجة المأساوية. ذكّرت محكمة النقض بأنه، وفقًا للاستشارة الفنية، كان من الممكن إنقاذ حياة الطفلة من خلال الاتصال الفوري بالرقم 118.
لهذا الحكم تداعيات هامة فيما يتعلق بالمسؤولية المدنية للهيئات العامة، حيث يؤكد على ضرورة وجود أسباب واضحة ومتسقة في قرارات الموضوع. علاوة على ذلك، فإنه يؤكد على أهمية التدخل الفوري في حالات الطوارئ، خاصة عندما يتعلق الأمر بفئات ضعيفة مثل الأطفال المعاقين. أوضحت محكمة النقض أن المسؤولين، في هذه الحالة موظفي المدرسة والأخصائي الاجتماعي، يجب أن يتصرفوا بحذر لضمان سلامة الأطفال.
في الختام، يقدم الحكم الصادر عن محكمة النقض المدنية، الدائرة الثالثة، الأمر رقم 27411/2021، تأملاً هاماً حول المسؤولية المدنية في المجال المدرسي وواجب ضمان بيئة آمنة لجميع الطلاب. لا يقبل قرار محكمة النقض فقط طلبات المدعيات، بل يضع أيضًا سابقة هامة للنزاعات القانونية المستقبلية المتعلقة بمسؤولية الهيئات العامة.