يقدم الأمر الأخير رقم 33147 المؤرخ في 10 نوفمبر 2022 الصادر عن محكمة النقض رؤى مهمة حول القضايا الحساسة المتعلقة بالحضانة والمسؤولية الأبوية. على وجه الخصوص، تركز الحكم على قضية ف.ف.، وهي قاصر مرت بمسار طويل من الحضانة خارج الأسرة، مسلطة الضوء على المشاكل المرتبطة بسقوط المسؤولية الأبوية والطبيعة المؤقتة للحضانة.
بدأت الإجراءات بالحضانة خارج الأسرة لف.ف. لدى ج.ج. ود.د.، عقب الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية التي واجهها الوالدان الطبيعيان أ.أ. وب.ب. كان على محكمة النقض تقييم ما إذا كان سقوط المسؤولية الأبوية مبررًا. أكدت محكمة الاستئناف في أنكونا هذا السقوط، معتبرة أن الوالدين أهملوا واجباتهما، مما تسبب في ضرر جسيم للقاصر.
يفترض سقوط المسؤولية الأبوية انتهاك الواجبات أو إهمالها من قبل الوالدين مع ضرر جسيم للابن القاصر.
قبلت محكمة النقض استئناف الوالدين الطبيعيين، موضحة أنه لم يتم تحديد سلوكيات ملموسة تبرر سقوط المسؤولية. تبين أن الصعوبات الاقتصادية وظروف الحياة غير المستقرة أدت في البداية إلى الحضانة بالتراضي، لكن الوالدين ظلا دائمًا على استعداد للحفاظ على الاتصال بابنتهما.
علاوة على ذلك، أكدت المحكمة مبدأً قضائيًا راسخًا: لا يمكن أن تبرر الصعوبات الاقتصادية أو النفسية للوالدين حرمان القاصر من الحق في النمو في أسرته. سلط الحكم الضوء على أهمية التدخل المناسب من قبل الخدمات الاجتماعية، التي يلعب دورها دورًا حاسمًا في ضمان رفاهية القاصر أثناء عملية الحضانة.
يمثل حكم محكمة النقض في قضية ف.ف. تأملًا مهمًا في ديناميكيات الأسرة والمصلحة العليا للقاصر. أكدت المحكمة أنه لا يمكن إلغاء المسؤولية الأبوية دون تقييم متعمق لسلوكيات الوالدين والصعوبات الموضوعية. يؤكد التذكير بالحاجة إلى تدخلات مناسبة من قبل الخدمات الاجتماعية على أهمية الدعم المستمر للأسر التي تواجه صعوبات، حتى يتمكنوا من التغلب على مشاكلهم وضمان بيئة صحية وآمنة لأطفالهم.