يقدم الحكم الأخير لمحكمة النقض رقم 15695 بتاريخ 5 يونيو 2024 فرصة مهمة للتفكير في موضوع قرض الغرض الاتفاقي. هذا النوع من العقود، الذي ينحرف عن القواعد العامة المنصوص عليها في القانون المدني، يتطلب اهتمامًا خاصًا عند صياغته وإبرامه. على وجه الخصوص، يوضح الحكم أن قرض الغرض يكون صالحًا فقط إذا التزم المقترض بالتزام محدد تجاه المقرض، مرتبط بمصلحة الأخير في استخدام المبالغ.
وفقًا للمادة 1813 من القانون المدني، القرض هو عقد يسلم بموجبه طرف إلى طرف آخر مبلغًا من المال، مع الالتزام بإعادته. ومع ذلك، في حالة قرض الغرض الاتفاقي، يصبح الوضع أكثر تعقيدًا. يحدد الحكم رقم 15695 أنه من الضروري أن يتضمن العقد بندًا محددًا يلزم المقترض باستخدام المبالغ لغرض معين، يتم تحديده بمصلحة المقرض.
هذا الجانب حاسم: مجرد الإشارة إلى سبب تقديم التمويل غير كافٍ لضمان صلاحية العقد. فقط عندما يكون هناك التزام محدد، فإن شرط تخصيص المبلغ المقترض يؤثر على سبب العقد، مما يجعل بطلان العقد ممكنًا في حالة عدم تحقيق البرنامج المتفق عليه.
قرض الغرض الاتفاقي - المحتوى - مصلحة المقرض فقط في تحقيق برنامج تخصيص المبلغ - عدم كفاية ذلك - مصلحة المقرض في تحقيق البرنامج - ضرورة. يمكن تعريف قرض الغرض الاتفاقي، الذي يمثل انحرافًا عن نوع العقد المنصوص عليه في المادة 1813 من القانون المدني، فقط عندما يتضمن بندًا التزم بموجبه المقترض بالتزام محدد تجاه المقرض، نظرًا لمصلحة الأخير - المباشرة أو غير المباشرة - في طريقة استخدام محددة للمبالغ لغرض معين، مما يثبت عدم كفاية مجرد الإشارة إلى الأسباب التي تم بموجبها تقديم التمويل لهذا الغرض؛ وبالتالي، في الحالة الأولى فقط يؤثر شرط تخصيص المبلغ المقترض على سبب العقد ويمكن أن يؤدي عدم تحقيقه إلى بطلان العقد.
آثار الحكم ملحوظة، سواء للمقرضين أو للمقترضين. من الضروري أن تفهم الأطراف المعنية الحاجة إلى صياغة عقود واضحة ومفصلة، يتم فيها توضيح الالتزام المحدد للمقترض. قد يؤدي عدم وجود هذا التحديد إلى نزاعات، وفي النهاية إلى بطلان العقد.
علاوة على ذلك، يلفت الحكم الانتباه إلى ضرورة حماية مصالح كلا الطرفين، مؤكدًا كيف يمكن للعقد المنظم جيدًا أن يمنع النزاعات القانونية المستقبلية ويضمن احترام الالتزامات المتعهد بها.
في الختام، يمثل الحكم رقم 15695 لسنة 2024 نقطة مرجعية مهمة في تنظيم قروض الغرض الاتفاقي. إنه يسلط الضوء على الحاجة إلى مزيد من الاهتمام في صياغة عقود القروض، مع التركيز على أهمية تحديد التزامات ومصالح الأطراف. بالنسبة للمهنيين في القطاع القانوني، يمثل هذا دعوة لتقديم المساعدة والمشورة المستهدفة، حتى تلبي عقود القروض بشكل فعال احتياجات جميع الأطراف المعنية.