يمثل الحكم رقم 15367 الصادر في 3 يونيو 2024 عن محكمة النقض مرجعاً هاماً في مجال تفسير القرارات الإدارية غير التشريعية. في سياق قانوني معقد، يوضح هذا القرار كيف يجب تفسير هذه القرارات، بالاعتماد على معايير مشابهة لتلك المستخدمة في العقود. ولكن ما هي الآثار العملية لهذا الحكم على ضحايا الكوارث وعلى الإدارات العامة؟
تتعلق الدعوى بالطعن المقدم من ر. (أ.) ضد ر. (ب.)، بشأن تصفية تعويضات لضحايا الفيضانات، والتي تم إصدارها بموجب قرارات من رئاسة مجلس الوزراء. رفضت المحكمة الطعن، مؤكدة أن تفسير القرارات الإدارية المعنية كان مبرراً بشكل كافٍ ولم يتم الاعتراض عليه بشكل كافٍ من قبل الأطراف. يسلط هذا القرار الضوء على أهمية التقييم الصحيح للإرادة التعاقدية للإدارة العامة.
القرار الإداري غير التشريعي - التفسير - المعايير - قابلية الطعن أمام محكمة النقض - الحدود - الوقائع. يخضع تفسير القرارات الإدارية ذات المحتوى غير التشريعي للقواعد المنظمة للعقود، حيثما كانت متوافقة، ويتمثل في تحديد الإرادة التعاقدية للإدارة العامة، وهو أمر محصور بالقاضي الموضوعي، الذي لا يكفي الطعن فيه أمام محكمة النقض بمجرد الإشارة المجردة إلى المواد 1362 وما يليها من القانون المدني، بل يلزم تحديد قواعد التفسير التي يُفترض انتهاكها في الحالة المحددة، وتحديد دقيق لنقاط الحكم التي تختلف عنها، وذلك في حدود ما تنص عليه المادة 360، الفقرة 1، البند 3 من قانون الإجراءات المدنية، في حالة انتهاك القانون، أو لعدم فحص واقعة حاسمة كانت محل نقاش بين الأطراف وفقاً للمادة 360، الفقرة 1، البند 5 من قانون الإجراءات المدنية بصيغتها المعدلة. (في هذه الحالة، رفضت محكمة النقض الحكم الموضوعي المتعلق بتصفية التعويضات لصالح ضحايا الفيضانات، وفقاً لما تنص عليه قرارات رئاسة مجلس الوزراء أو المفوض الاستثنائي المعين خصيصاً، معتبرة أن تفسير هذه القرارات الإدارية كان معقولاً ولم يتم الاعتراض عليه بشكل كافٍ).
يؤكد هذا الملخص أن تفسير القرارات غير التشريعية يجب أن يتبع قواعد محددة، وأن مسؤولية إثبات أي أخطاء تفسيرية تقع على عاتق من يطعن في القرار. لذلك، من الضروري أن تحدد الأطراف بدقة المبادئ التفسيرية التي تم انتهاكها، مع تجنب الاعتراضات العامة.
في الختام، يقدم الحكم رقم 15367 لسنة 2024 توجيهات واضحة حول حدود ومعايير تفسير القرارات الإدارية غير التشريعية. إنه يعزز فكرة أن تفسير هذه القرارات هو عملية محصورة بالقاضي الموضوعي، الذي يجب أن يعتمد على حجج قوية ومحددة. هذا لا يضمن فقط تطبيقاً أكثر عدلاً للقواعد، بل يحمي أيضاً ضحايا الكوارث الطبيعية، من خلال ضمان أن تكون القرارات مبررة ومبررة بشكل كافٍ.