حق المواجهة والخبرة في الاستئناف: الحكم الهام 20374/2025 لمحكمة النقض

في المشهد القانوني الإيطالي، يمثل ضمان حق المواجهة أحد الركائز الأساسية للمحاكمة العادلة، وهو مكفول ليس فقط بدستورنا (المادتان 24 و 111) ولكن أيضًا بالاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان (المادة 6 من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان). يجب أن تتاح لكل طرف في الإجراءات فرصة المشاركة بنشاط في تكوين الأدلة ومواجهتها. حول هذا المبدأ، أعربت محكمة النقض مؤخرًا، في الحكم رقم 20374، المودع في 3 يونيو 2025، عن إلغاء قرار سابق لمحكمة استئناف بولونيا بسبب عيوب تتعلق بتجديد التحقيق.

سياق القرار: الخبرة والمستشار الفني

شهدت القضية القضائية مواجهة بين إس. بي. وإس. بي.، ممثلة الادعاء بالدكتورة إس. إس. ويتناول الحكم المعني، الذي صاغه المقرر ب. ف. ل. وترأسه أ. م.، جانبًا حاسمًا من الإجراءات الجنائية، وهو إدارة الأدلة الفنية في مرحلة الاستئناف. على وجه التحديد، قضت محكمة النقض بشأن شرعية عدم السماح، كدليل مضاد، باستجواب المستشار الفني للطرف المدني بشأن الاستنتاجات التي قدمها الخبير المعين في هذه الدرجة. أغفلت محكمة استئناف بولونيا هذه الخطوة، مما أدى إلى إلغاء حكمها، وإن كان ذلك للأغراض المدنية فقط.

تكمن النقطة المحورية للمسألة في ضرورة ضمان أن تكون لجميع الأطراف فرصة للتفاعل والاعتراض على نتائج الخبرة أو الاستشارة الفنية. عندما يتم تعيين خبير من قبل القاضي لتقديم مساعدة فنية، يمكن أن تكون استنتاجاته ذات وزن حاسم على نتيجة الحكم. لهذا السبب، أكد المشرع والفقه دائمًا على أهمية السماح للأطراف بتقديم مستشاريهم الفنيين، الذين يمكنهم دحض أو استكمال أو توضيح جوانب الخبرة الرسمية.

مُلخص الحكم ومعناه

فيما يتعلق بتجديد التحقيق في الاستئناف، فإن عدم السماح، كدليل مضاد، باستجواب المستشار الفني للطرف المدني بشأن الاستنتاجات التي قدمها الخبير المعين في هذه الدرجة يؤدي إلى بطلان من النظام العام ذي الأثر المتوسط ​​بموجب المادة 178، الفقرة ج)، من قانون الإجراءات الجنائية، مما يشكل انتهاكًا لحق الطرف في المواجهة بشأن الدليل.

يلخص هذا الملخص مبدأ ذا أهمية أساسية. توضح محكمة النقض أن رفض منح الطرف المدني (أو أي طرف آخر) فرصة استجواب مستشاره الفني فيما يتعلق بخبرة تم إجراؤها في الاستئناف، يشكل انتهاكًا لحق المواجهة. هذا الانتهاك ليس مجرد مخالفة، بل هو بطلان حقيقي. على وجه التحديد، يتعلق الأمر بـ بطلان من النظام العام ذي الأثر المتوسط، وفقًا للمادة 178، الفقرة ج)، من قانون الإجراءات الجنائية.

ولكن ماذا يعني بالضبط "بطلان من النظام العام ذي الأثر المتوسط"؟ تنقسم حالات البطلان في الإجراءات الجنائية إلى عامة وخاصة. تلك العامة منصوص عليها في المادة 178 من قانون الإجراءات الجنائية وتتعلق بعيوب خطيرة تهدد الضمانات الأساسية. حالات البطلان ذات الأثر المتوسط ​​هي تلك التي، على الرغم من خطورتها، يجب الاعتراض عليها في غضون مهل زمنية محددة (على سبيل المثال، قبل إصدار حكم الدرجة الأولى أو الاستئناف، إذا حدثت في تلك الدرجة)، وإلا فإنها تُعتبر صحيحة. في هذه الحالة، يعتبر انتهاك المواجهة خطيرًا لدرجة أنه يندرج ضمن تلك التي تؤثر على حقوق الدفاع ومشاركة الأطراف في الدليل، مما يجعل الإجراء المعيب باطلاً.

الآثار العملية للإجراءات الجنائية

يعزز الحكم 20374/2025 موقف الأطراف في الإجراءات الجنائية، خاصة عندما يتعلق الأمر بأدلة ذات طبيعة فنية. فيما يلي بعض النقاط الرئيسية التي يجب مراعاتها:

  • الحق في الدليل المضاد: يتم التأكيد مجددًا على الحق غير المشروط للأطراف في تقديم رؤيتهم الفنية الخاصة، حتى من خلال استجواب مستشارهم، ضد استنتاجات الخبير الرسمي.
  • دور المستشار الفني للطرف: المستشار الفني للطرف ليس مجرد "مراقب" سلبي، بل مشارك نشط في جدلية الأدلة، ويجب الاستماع إلى صوته.
  • تجديد التحقيق في الاستئناف: يجب إجراء تجديد التحقيق في مرحلة الاستئناف (المنصوص عليه في المادة 603 من قانون الإجراءات الجنائية) في احترام كامل لحق المواجهة، مع تجنب القيود التي قد تحد من دفاع الأطراف.
  • عواقب الانتهاك: يؤدي عدم السماح باستجواب المستشار الفني للطرف إلى بطلان يمكن أن يؤدي إلى إلغاء الحكم، مع عواقب وخيمة على استمرار الدعوى، كما حدث في الحالة المحددة مع الإلغاء للأغراض المدنية.

يعمل هذا القرار بمثابة تحذير للقضاة الموضوعيين، لكي يولوا أقصى اهتمام لاحترام الضمانات الإجرائية، خاصة في المراحل الحساسة مثل تجديد التحقيق في الاستئناف، حيث يجب أن يتم تكوين الأدلة بطريقة شفافة وتشاركية.

الخلاصة: حماية الضمانات الإجرائية

يؤكد حكم محكمة النقض رقم 20374/2025، بإلغائه قرار محكمة استئناف بولونيا، بقوة على مبدأ لا يمكن التنازل عنه في نظامنا: حق المواجهة. إن قدرة الأطراف على استجواب مستشاريهم الفنيين فيما يتعلق بالخبرات الرسمية ليست مجرد شكلية، بل هي ضمانة جوهرية لتكوين الأدلة بشكل صحيح وحماية حقوق الدفاع. تمر المحاكمة العادلة والمنصفة بالضرورة من خلال المشاركة الكاملة والمتساوية لجميع الأطراف في بناء الإطار الإثباتي، خاصة عندما يتعلق الأمر بالتحقيقات الفنية التي تتطلب خبرات محددة وتقييمًا نقديًا دقيقًا.

مكتب المحاماة بيانوتشي