التعليق المؤجل هو ركيزة أساسية في النظام الجنائي، حيث يوفر مسارًا لإعادة التأهيل لجرائم ذات خطورة محدودة. ولكن ماذا يحدث إذا كان المتهم يخضع بالفعل للاحتجاز المنزلي في إجراء قضائي، ويطلب التعليق المؤجل في إجراء آخر؟ قدمت محكمة النقض، بموجب الحكم رقم 26411 لعام 2025، توضيحًا أساسيًا للعلاقة بين التدابير الاحترازية وهذه الأداة الهامة.
يعلق هذا المعهد (المادة 168 مكررًا من القانون الجنائي والمادة 464 مكررًا من قانون الإجراءات الجنائية) الإجراءات الجنائية مقابل برنامج علاجي (أعمال منفعة عامة، أنشطة جبر الضرر). الهدف هو استعادة المجرم. يتطلب منح التعليق المؤجل تقييمًا تنبؤيًا حول مدى ملاءمة البرنامج وقدرة المتهم على الامتناع عن ارتكاب جرائم أخرى، بناءً على معايير المادة 133 من القانون الجنائي.
نشأ المعضلة من عدم التوافق الظاهري بين الاحتجاز المنزلي (المادة 284 من قانون الإجراءات الجنائية)، الذي غالبًا ما يُفرض بسبب "خطر العودة للجريمة" (المادة 274، الفقرة 1، البند ج، من قانون الإجراءات الجنائية)، والتنبؤ الإيجابي بالتعليق المؤجل. بدا أن خطر العودة للجريمة الذي تم إثباته في إجراء قضائي يمكن أن يمنع الوصول إلى إعادة التأهيل في إجراء آخر. حسمت المحكمة العليا هذا التناقض.
فيما يتعلق بتعليق الإجراءات بالتعليق المؤجل، فإن خضوع مقدم الطلب، في إجراء قضائي آخر، للتدبير الاحترازي للاحتجاز المنزلي بسبب وجود خطر العودة للجريمة المُثبت، لا يشكل عائقًا أمام قبول الطلب، نظرًا لأن القاضي ملزم في هذه الحالة بإجراء تقييم تنبؤي، مختلف ومستقل عن التقييم الذي تم إجراؤه في سياق الاحتراز، والذي يجب أن يأخذ في الاعتبار جميع العناصر التي يمكن تقييمها بشكل مفيد بموجب المادة 133 من القانون الجنائي.
الخلاصة المستفادة من الحكم رقم 26411 لعام 2025، برئاسة القاضي د. ن. ف. ومقرر القاضي ب. ف.، واضحة: الاحتجاز المنزلي بسبب خطر العودة للجريمة في إجراء قضائي آخر ليس عائقًا تلقائيًا. يجب على قاضي التعليق المؤجل إجراء تقييم تنبؤي مستقل ومتميز، بناءً على المادة 133 من القانون الجنائي. إنه ليس مجرد تكرار للقرار الاحترازي، بل هو تحليل معمق لشخصية المتهم وفعالية البرنامج. تقتضي الغاية التأهيلية للتعليق المؤجل تحليلًا شخصيًا، يتجاوز مجرد إثبات خطر تكرار الجريمة في سياق احترازي.
يعزز هذا القرار الصادر عن محكمة النقض مبادئ المرونة والتفرد في العدالة الجنائية. وتشمل التداعيات:
يؤكد الحكم، الذي ألغى جزئيًا مع الإحالة قرارًا صادرًا عن محكمة استئناف روما، على أهمية نهج يميز بين الأغراض المختلفة للمؤسسات القانونية، ويعزز إعادة الاندماج الاجتماعي.
يمثل القرار رقم 26411 لعام 2025 الصادر عن محكمة النقض خطوة إلى الأمام نحو عدالة جنائية أكثر إنصافًا وتوجيهًا نحو إعادة التأهيل. إنه يحمي حق المتهم في مسار للتعافي، حتى في سياقات معقدة، طالما أن هناك منظورًا مؤسسًا لنجاح البرنامج. استقلالية التقييم التنبؤي مبدأ أساسي يضمن الإنصاف ويعزز إعادة الاندماج، ويتجنب التلقائية.