يقدم الحكم الأخير رقم 15652 بتاريخ 21 ديسمبر 2022 تأملاً هاماً في تقييم الأدلة الشهادية في السياق الجنائي. وبشكل خاص، يركز على مسألة تراجع الشهود عن إفاداتهم وتأثير ذلك خلال المحاكمة. وقد قضت محكمة النقض بأن الإفادات المقدمة خلال التحقيقات الأولية يمكن استخدامها للطعن في صحة التراجع الذي تم في قاعة المحكمة، وهو جانب أساسي لضمان موثوقية الأدلة.
يقع الحكم قيد النظر ضمن الإطار التنظيمي الأوسع لقانون الإجراءات الجنائية، لا سيما المادتين 500 و 501. تنظم هاتان المادتان سير المحاكمة وتقييم الأدلة، وتنصان على أنه يمكن استخدام الإفادات المقدمة في مرحلة التحقيق للطعن في أي تغييرات في رواية الشهود. هذا المبدأ ذو أهمية أساسية لحماية الحقيقة القضائية وتجنب أن يشكك التراجع في الأدلة التي تم الحصول عليها بالفعل.
الإفادة المقدمة خلال التحقيقات الأولية - التراجع - عدم موثوقية الأخير - إمكانية الاستخدام. فيما يتعلق بتقييم الأدلة الشهادية، يجب مراعاة الإفادات التي قدمها الشاهد خلال التحقيقات الأولية والتي تم استخدامها بشكل قانوني للطعن، حيث تسمح هذه الإفادات بالتحقق من عدم موثوقية التراجع الذي قام به الشاهد نفسه في المحاكمة.
توضح هذه الخلاصة كيف يمكن للإفادات الأولية أن تكون بمثابة دليل لتقييم موثوقية الشهادة في المحاكمة. في الأساس، إذا تراجع الشاهد عما صرح به سابقًا، فمن الضروري النظر في إفاداته السابقة لفهم ما إذا كانت الرواية الجديدة موثوقة أم لا. هذا النهج لا يحمي الحقيقة القضائية فحسب، بل يوفر أيضًا حماية لحقوق الدفاع للمتهمين، ويتجنب أن تؤثر الإفادات غير المتسقة سلبًا على سير القضية.
يمثل الحكم رقم 15652 لسنة 2022 خطوة مهمة إلى الأمام في السوابق القضائية الإيطالية فيما يتعلق بالأدلة الشهادية. ويؤكد على ضرورة التقييم الدقيق للإفادات المقدمة من الشهود ومعناها في سياق الإجراءات الجنائية. في نظام قانوني يهدف إلى ضمان العدالة، من الضروري أن تكون التراجعات قابلة للتدقيق من خلال المقارنة مع الإفادات السابقة، مما يعزز المزيد من الشفافية والموثوقية في العملية.