هل يصبح الدليل العلمي غير قابل للاستخدام عندما يعتمد خبير أو مستشار فني في استنتاجاته على دراسات علمية لا يتم تقديمها ماديًا في المحاكمة؟ تجيب الدائرة الثالثة الجنائية بمحكمة النقض، في الحكم رقم 15486 الصادر في 21 مارس 2025 (والمودع في 18 أبريل 2025)، على هذا السؤال بإلغاء قرار محكمة استئناف تورينو وإحالته لإعادة النظر. يأتي هذا الحكم، الذي من المتوقع أن يؤثر على ممارسات جميع المحاكم، في سياق أحكام سابقة مثل Cass. 45935/2019 و 43845/2022، ولكنه يقدم توضيحات مفيدة لإدارة الأدلة العلمية في قاعة المحكمة.
في القضية التي تم فحصها، أشارت استنتاجات خبير عينته الأطراف بشكل واسع إلى أبحاث منشورة في مجلات متخصصة أجنبية. ومع ذلك، لم يتم إرفاق هذه المقالات أو تقديمها في ملف المحاكمة. دفعت دفاع المتهم بعدم قابلية تقرير الخبير للاستخدام، مستندة إلى انتهاك المواد 220 و 501 و 546، الفقرة 1، الحرف هـ) من قانون الإجراءات الجنائية، وكذلك مبدأ المواجهة المنصوص عليه في المادة 111 من الدستور. رفضت محكمة الاستئناف الدفع، معتبرة أهمية المصادر المذكورة علميًا. ومن هنا جاء الاستئناف أمام محكمة النقض.
فيما يتعلق بالأدلة العلمية، فإن إشارة المستشار الفني أو الخبير إلى منشورات أو دراسات لم يتم تقديمها في ملف المحاكمة لا تؤثر على قابلية استخدامها، بل تتعلق بجانب مصداقية الاستنتاجات التي توصل إليها الخبير، والتي، نظرًا لاعتمادها على بيانات غير قابلة للتحقق، تفرض على القاضي تقييمها مع مراعاة هذا القيد.
وبهذا تفصل المحكمة بين مستويين: من جهة، قابلية التقرير الفني للاستخدام الإجرائي (الذي يبقى سليمًا)؛ ومن جهة أخرى، مصداقيته، التي يمكن تقليصها إذا ظلت البيانات العلمية المشار إليها "غير قابلة للتحقق" من قبل الأطراف. لا يتعلق الأمر، بالتالي، بعيب مطلق يفسد الدليل، بل بقيد تقييمي ملزم للهيئة القضائية بتوضيحه في حيثيات الحكم، وفقًا للمادة 192 من قانون الإجراءات الجنائية.
ولا ينبغي أن ننسى، في النهاية، الأهمية النظامية للمبدأ: فهو يقع في حوار بين متطلبات سرعة الإجراءات وحق الأطراف في الفحص النقدي للأدلة، بما يتماشى مع المادة 6 من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان والفقه القضائي لمحكمة ستراسبورغ بشأن المحاكمة العادلة.
يؤكد الحكم رقم 15486/2025 أنه في الإجراءات الجنائية، فإن عدم القابلية للاستخدام هو فئة يجب تطبيقها بصرامة وعدم توسيعها لتشمل كل قصور في الأدلة. عندما تكون الدراسات التي استشهد بها الخبير مفقودة، يظل الدليل صالحًا شكليًا، لكن وزنه الإقناعي يعتمد على قدرة القاضي على توضيح أي مناطق غامضة. بالنسبة للمهنيين في الساحة القانونية، يعني هذا تحويل التركيز من مجرد دفع إجرائي إلى مواجهة جوهرية حول المنهج العلمي المتبع، مما يعزز حق الدفاع وجودة الحكم.