بموجب القرار رقم 16414، الذي تم إيداعه في 30 أبريل 2025، حددت الدائرة الجنائية الخامسة لمحكمة النقض، مرة أخرى، حدود مبدأ "الشك المعقول" في مرحلة الاستئناف. القضية، التي نشأت عن طعن المدعي العام ضد تبرئة ف. ن. الصادرة عن محكمة استئناف باليرمو، توفر فرصة للتفكير في المعيار الإثباتي المختلف المطلوب في الاستئناف مقارنة بالدرجة الأولى والتداعيات العملية للمحامين والقضاة.
تُلزم المادتان 530 و 533 من قانون الإجراءات الجنائية، عند تفسيرهما في ضوء الاجتهاد الدستوري والتشريعي، القاضي بإصدار حكم بالبراءة عند عدم وجود دليل على الإدانة، أو عند قصوره أو تناقضه. ومع ذلك، في الدرجة الثانية، لا يتطابق الفحص الإثباتي مع "تحقيق جديد كامل": المهم هو تقييم ما إذا كان التفسير الذي تقدمه الدفاع قادرًا على زعزعة اليقين الذي تم التوصل إليه في الدرجة الأولى.
في مرحلة الاستئناف، لا يتطلب تعديل حكم الإدانة إلى حكم بالبراءة أن يكون التفسير الدفاعي قادرًا على تجاوز كل شك معقول، بل يكفي أن يمثل، بناءً على العناصر التي تم جمعها، تفسيرًا مختلفًا ومعقولًا للواقع مقارنة بالتفسير الذي اعتمده قاضي الدرجة الأولى، مما يجعل الإدانة غير مؤكدة ويشير إلى نتيجة تبرئة.
توضح المحكمة العليا، بالإشارة إلى السوابق القضائية الصادرة عن الدوائر المتحدة رقم 33748/2005 ورقم 27620/2016، أن البراءة في الاستئناف لا تتطلب "دليلًا إيجابيًا" على البراءة؛ بل يكفي - وضروري - أن يكون التفسير الجديد للحقائق معقولًا، ومتسقًا مع المستندات وقادرًا على تقويض خطورة ودقة وتوافق الأدلة التي تم تقييمها في الدرجة الأولى. وهذا يرفع مستوى عبء الإقناع من تجاوز الشك إلى ظهور شك معقول يجعل الرواية الاتهامية غير موثوقة.
ومن الجدير بالذكر أيضًا، توافق الحكم مع معايير المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، وفقًا لها يقع عبء الإثبات دائمًا على الادعاء ويجب حل أي شك جوهري لصالح المتهم (المادة 6 من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان).
تؤكد محكمة النقض، بموجب الحكم المعلق عليه هنا، اتجاهًا راسخًا بالفعل: فالاستئناف ليس مجرد تأكيد للدرجة الأولى، بل هو مرحلة مستقلة للتحقق من السلامة المنطقية للإدانة. لتحقيق البراءة، يكفي تفسير بديل معقول، قادر على جعل المسؤولية غير مؤكدة. رسالة واضحة للمدافعين الذين يسعون إلى قلب حكم غير مواتٍ، وفي الوقت نفسه، تحذير للقضاة لتقديم دوافع دقيقة لقراراتهم، مع احترام مبدأ الشك المعقول.