يتناول الحكم الأخير رقم 30092 الصادر عن محكمة النقض في 19 أبريل 2024 مسألة ذات أهمية كبيرة في المجال الضريبي: تطبيق التدابير الاحترازية الشخصية فيما يتعلق بجريمة التعويض غير المشروع عن ديون غير موجودة. على وجه الخصوص، قضت المحكمة في قضية A.A.، الممثل القانوني لشركة "Macropharm Srl"، المتهمة باستخدام اعتمادات ضريبية غير موجودة، مما يشكل انتهاكًا للتشريعات الضريبية.
تتعلق المسألة المركزية بقرار محكمة كالانيسيتا الذي فرض حظرًا مؤقتًا على ممارسة النشاط التجاري على A.A. كان على المحكمة أن تفحص ما إذا كانت هناك دلائل قوية على الإدانة تبرر هذا الإجراء الاحترازي. على وجه الخصوص، تم الطعن في تفسير عتبة العقوبة المنصوص عليها في المادة 10-quater من المرسوم التشريعي رقم 74 لعام 2000، والتي تحدد حدًا قدره 50.000 يورو لجريمة التعويض غير المشروع.
يجب تقييم كمية الاعتمادات غير المستحقة أو غير الموجودة بشكل موحد وشامل، ولا يُسمح بتقسيم العتبة لكل ضريبة على حدة.
أوضحت المحكمة أن تجاوز عتبة العقوبة يجب حسابه مع الأخذ في الاعتبار إجمالي التعويضات التي تمت في سنة معينة، بغض النظر عن السنة التي تتعلق بها الديون الضريبية. هذا المبدأ أساسي لفهم منطق الحكم. تم تصحيح التفسير الخاطئ من قبل المحكمة، التي اعتقدت أنه يمكن تقسيم المبالغ حسب السنة، من قبل محكمة النقض، التي أكدت على ضرورة تقييم المبلغ الإجمالي للتعويضات.
لهذا الحكم تداعيات هامة ليس فقط على A.A.، ولكن على جميع المهنيين والشركات التي تعمل في سياق رقابة ضريبية متزايدة الصرامة. من الضروري فهم أن المسؤولية التضامنية للمكلف في حالة التعاقد من الباطن على الخدمات لا تعني تلقائيًا علم المكلف بوجود مخالفة ضريبية. اعترفت المحكمة بأن مجرد تدخل مقاول من الباطن لا يمكن أن يشكل، بحد ذاته، دليلاً على القصد الجنائي للمكلف.
في الختام، يمثل الحكم رقم 30092/2024 الصادر عن محكمة النقض خطوة مهمة إلى الأمام في تحديد حدود التدابير الاحترازية في المجال الضريبي. ويوضح أن المسؤولية عن التعويضات غير المشروعة لا يمكن أن تُنسب دون دليل قاطع على الوعي والقصد الجنائي. يوفر هذا التوجه القضائي حماية أكبر للمكلفين، مؤكدًا على أهمية التفسير الصارم للقواعد الضريبية.