يقدم المرسوم الأخير رقم 11176 المؤرخ في 26 أبريل 2024، الصادر عن محكمة النقض، تأملاً هاماً في التأهيل القانوني للعقود، وخاصة التمييز بين البطلان والتحويل. يستند القرار إلى قضية قامت فيها الأطراف بتأهيل عقد على أنه "تسوية"، لكن القاضي اكتشف عيباً في السبب، مما أدى إلى نقاش قانوني مثير للاهتمام.
تتعلق المسألة المركزية للحكم بتفسير وتأهيل العقد قانونياً. وفقاً لما هو منصوص عليه في المادة 1424 من القانون المدني، لا يلزم تطبيق تحويل العقد الباطل إذا لم يتم احترام الخصائص الأساسية للعقد نفسه. في هذه الحالة، أكدت المحكمة أن التأهيل القانوني يجب أن يأخذ في الاعتبار طرق تنفيذ العقد الفعلية.
بشكل عام. لغرض التأهيل الصحيح للعقد الذي اتفقت فيه الأطراف على تصنيف معين (nomen iuris) بموجب وثيقة مكتوبة، فإن أحكام المادة 1424 من القانون المدني، المتعلقة بتحويل العقد الباطل، ليست ذات صلة، لأن مسألة تحديد النوع الحقيقي للعلاقة يجب معالجتها فيما يتعلق بخصائصها الفعلية، كما يمكن استنتاجها أيضاً من طرق تنفيذها، وذلك لتقدير مدى توافقها مع فرضية مجردة، من بين تلك التي حددها المشرع مسبقاً. (في هذه الحالة، رفضت محكمة النقض الاستئناف ضد قرار رفض دعوى البطلان لعيوب في سبب عقد وصفته الأطراف بأنه "تسوية"، ولكنه يفتقر إلى التنازلات المتبادلة التي تهدف إلى حل نزاع قائم أو منع نزاع قد ينشأ، مع التأكيد على أن عملية القاضي لم تتكون من تحويل عقد باطل بل من تفسير العقد، الذي تم تأهيله كمبيع).
يوضح الحكم أن بطلان العقد لا يعني تلقائياً تحويله إلى نوع آخر من العقود. هذه نقطة حاسمة، حيث يفترض التحويل أن العقد الباطل يمكن إرجاعه إلى فرضية ينص عليها القانون. وأشارت المحكمة إلى أنه في الحالة المحددة، لم يكن هناك سبب صالح، مما أدى إلى رفض دعوى البطلان.
في الختام، يقدم المرسوم رقم 11176 لسنة 2024 رؤى هامة لفهم التأهيل القانوني للعقود. التمييز بين البطلان والتحويل أمر أساسي لتجنب الغموض وضمان التطبيق الصحيح للقانون. يجب على العاملين في مجال القانون إيلاء اهتمام خاص لطرق تنفيذ العقود وخصائصها الفعلية لتجنب المشاكل المتعلقة بصلاحيتها.