يتخلل النظام القضائي الإيطالي، وخاصة النظام الجنائي، آليات تهدف إلى الموازنة بين الحاجة إلى السرعة والحق في محاكمة عادلة. من بين هذه الآليات، يمثل الحكم المختصر أداة أساسية، غالبًا ما يختارها المتهم للحصول على تخفيف للعقوبة. ولكن ماذا يحدث عندما يتم إلغاء قرار القبول بهذا الإجراء؟ هل هو احتمال مشروع دائمًا؟ قدمت محكمة النقض، في الحكم رقم 31869 لعام 2025، توضيحات أساسية، تحدد حدود هذه السلطة القضائية وتؤكد على أهمية احترام الإجراءات.
الحكم المختصر، الذي تنظمه المادة 438 من قانون الإجراءات الجنائية (c.p.p.) بشكل أساسي، هو إجراء خاص يسمح للمتهم بطلب إنهاء المحاكمة بناءً على حالة المستندات، دون الحاجة إلى جلسة استماع. الميزة الرئيسية للمتهم هي تخفيض العقوبة بمقدار الثلث في حالة الإدانة، بالإضافة إلى سرعة الإجراء. يعد القبول بهذا الإجراء، الذي يتم بناءً على طلب المتهم وبموافقة القاضي، لحظة حاسمة تحدد مسار الإجراءات.
تتعلق المسألة التي احتلت مركز الصدارة في قرار محكمة النقض بشرعية إلغاء القبول بالحكم المختصر. نظرت المحكمة العليا، برئاسة ل. ب. وبمساعدة المقرر إ. م.، في حالة أمر قضائي ألغى فيه قاضي جلسة الاستماع التمهيدية (G.U.P.) القبول بالحكم المختصر العادي، وذلك للسماح للنائب العام (P.M.) بتعديل تهمة الاتهام. وهو إجراء اعتبرته محكمة النقض "شاذًا".
إن قرار إلغاء القبول بالحكم المختصر العادي، المتخذ خارج الحالات المنصوص عليها حصريًا في المادة 441-مكرر من قانون الإجراءات الجنائية (حالة اعتبرت فيها المحكمة شذوذ الأمر الذي ألغى بموجبه قاضي جلسة الاستماع التمهيدية قرار القبول بالحكم المختصر العادي للسماح للنائب العام بتعديل تهمة الاتهام)، هو قرار شاذ، بسبب انعدام السلطة الفعلية.
يلخص هذا المبدأ جوهر القرار. قضت المحكمة بأن إلغاء قرار القبول بالحكم المختصر ممكن فقط في الحالات "المنصوص عليها حصريًا" في المادة 441-مكرر من قانون الإجراءات الجنائية. في الواقع، تحدد هذه القاعدة مواقف محددة يُسمح فيها بالإلغاء، وترتبط بشكل أساسي باكتشاف أدلة جديدة أو عدم وجود شروط للإجراء. في الحالة المعروضة، تم إصدار الإلغاء للسماح للنائب العام بتعديل الاتهام، وهو سبب يخرج عن التوقعات التنظيمية. وبالتالي، اعتبر تصرف قاضي جلسة الاستماع التمهيدية "شاذًا" لأنه تم "بسبب انعدام السلطة الفعلية"، أي بدون أساس قانوني يبرره. هذا مبدأ أساسي يحمي استقرار القرارات الإجرائية وتوقعات المتهم، ويضمن عدم إمكانية تغيير قواعد اللعبة بشكل تعسفي.
قرار محكمة النقض هو بمثابة تحذير واضح: السلطة القضائية، على الرغم من اتساعها، مقيدة دائمًا بالقانون. وصف قرار الإلغاء بأنه "شاذ" ليس مجرد إشارة شكلية، بل له عواقب عملية مهمة. يعتبر الإجراء الشاذ، في الواقع، إجراءً باطلاً، يفتقر إلى الآثار القانونية، ويمكن إلغاؤه من قبل المحكمة العليا دون إحالة، كما حدث في قضية محكمة سانتا ماريا كابوا فيتيري.
يعزز هذا القرار العديد من الضمانات الإجرائية الأساسية للمتهم د. ب. م. ك. ل. ولجميع الأطراف المعنية في المحاكمة الجنائية:
أشارت المحكمة إلى سوابق متوافقة (مثل الحكم رقم 13969 لعام 2020) ومواد من قانون الإجراءات الجنائية مثل 438 و 568، مما يسلط الضوء على اجتهاد قضائي راسخ في هذا الشأن. تظل المادة 441-مكرر من قانون الإجراءات الجنائية هي المنارة لفهم حدود الإلغاء.
يُعد الحكم رقم 31869 لعام 2025 الصادر عن محكمة النقض حصنًا مهمًا للدفاع عن التطبيق الصحيح للإجراءات الجنائية. من خلال التأكيد على الطبيعة الحصرية لحالات إلغاء الحكم المختصر، أكدت المحكمة العليا أن تقدير القاضي لا يمكن أبدًا أن يتجاوز الحدود التي يفرضها القانون. هذا القرار مهم ليس فقط للمهنيين القانونيين، ولكن أيضًا لكل مواطن، لأنه يعزز الثقة في استقرار وقابلية التنبؤ بالنظام القضائي، وهي عناصر لا غنى عنها لحماية الحقوق والحريات الفردية في محاكمة جنائية عادلة ومنصفة.