انقضاء الدعوى الجنائية والبطلان الإجرائي: توضيح هام من محكمة النقض بالحكم رقم 22078/2025

يمثل موضوع انقضاء الدعوى الجنائية أحد الركائز الأساسية للقانون الجنائي الإيطالي، حيث يضمن التوازن العادل بين حاجة الدولة لملاحقة الجرائم وحق المتهم في عدم البقاء قيد الاتهام إلى أجل غير مسمى. ومع ذلك، يمكن أن يصبح تطبيقه معقدًا، خاصة عند تقاطعه مع قضايا إجرائية حساسة، مثل بطلان الإجراءات. في هذا السياق، يقدم الحكم الأخير لمحكمة النقض، الدائرة الثالثة، بالحكم رقم 22078، المودع في 12 يونيو 2025، توضيحًا ذا أهمية كبيرة، ومن المتوقع أن يؤثر بشكل كبير على الممارسة القضائية.

القرار، برئاسة الدكتور ل. ر. وبتفصيل من الدكتور أ. ج.، ألغى دون إحالة حكمًا سابقًا صادرًا عن محكمة أفيلينو، والذي كان المتهم أ. د. ل. طرفًا فيه. تناولت المحكمة العليا مباشرة مسألة أهمية فترات تعليق انقضاء الدعوى الجنائية التي تقع ضمن أجزاء إجرائية تم إبطالها. دعونا نفحص بالتفصيل المبادئ التي أكدتها المحكمة العليا.

آلية انقضاء الدعوى الجنائية وتعليقها

ينص انقضاء الدعوى الجنائية، المنصوص عليه في المادة 157 من قانون العقوبات، على مهلة زمنية يمكن للدولة خلالها ممارسة حقها في العقاب. بعد انقضاء هذه المهلة، تنقضي الدعوى الجنائية. هذه الآلية أساسية لضمان المدة المعقولة للمحاكمة وتجنب تعرض المتهم لاتّهام لفترة غير محددة، بما يتماشى مع المبادئ الدستورية ومبادئ الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان (المادة 6 من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان).

تنص المادة 159 من قانون العقوبات على أسباب محددة لتعليق انقضاء الدعوى الجنائية، والتي، كما يوحي المصطلح، "توقف" مرور الوقت لفترة معينة، ثم تستأنف من اللحظة التي ينتهي فيها سبب التعليق. ترتبط هذه الأسباب عمومًا بعوائق موضوعية أو بمراحل إجرائية محددة تتطلب أوقاتًا فنية. ولكن ماذا يحدث إذا تم إعلان بطلان الإجراء الذي أدى إلى التعليق أو الجزء الإجرائي الذي حدث فيه؟

مبدأ محكمة النقض ومعناه العميق

يجيب الحكم رقم 22078/2025 على هذا السؤال بالضبط، ويضع مبدأً واضحًا ومؤثرًا. إليك المبدأ الكامل:

فيما يتعلق بانقضاء الدعوى الجنائية، فإن فترات التعليق التي تقع ضمن أجزاء إجرائية تم إبطالها بقرار بطلان يتعلق بإجراء تحفيزي يؤدي إلى تراجع الإجراء، لا تُحتسب في حساب المدة المحددة لاكتمال سبب انقضاء الدعوى الجنائية هذا.

هذا التأكيد من محكمة النقض ذو أهمية بالغة. لفهمه بالكامل، من الضروري تحليل بعض المفاهيم الرئيسية. "الإجراء التحفيزي" هو إجراء إجرائي وظيفته دفع الإجراء قدمًا، مثل أمر استدعاء للمحاكمة أو طلب إحالة للمحاكمة. يحدث "تراجع الإجراء" عندما، نتيجة للبطلان، يجب أن تعود المحاكمة إلى مرحلة سابقة، كما لو أن الإجراء الباطل لم يكن موجودًا أبدًا.

تؤكد المحكمة العليا، بهذا الحكم، أنه إذا حدثت فترة تعليق لانقضاء الدعوى الجنائية ضمن جزء إجرائي تم "إبطاله" لاحقًا بقرار بطلان (خاصة، بطلان يتعلق بإجراء تحفيزي تسبب في تراجع الإجراء)، فلا يجب احتساب فترة التعليق هذه. بعبارة أخرى، الأمر أشبه بأن التعليق لم يحدث أبدًا، ويستمر وقت انقضاء الدعوى الجنائية في السريان دون انقطاع لتلك الفترة الزمنية.

تستند هذه التفسير إلى منطق أن الإجراء الباطل لا يمكن أن ينتج آثارًا قانونية صحيحة، بما في ذلك تعليق انقضاء الدعوى الجنائية. السماح باحتساب فترات التعليق المرتبطة بإجراءات معيبة بالبطلان في حساب انقضاء الدعوى الجنائية، سيعني تحميل المتهم عواقب الأخطاء الإجرائية غير المنسوبة إليه، مما ينتهك مبادئ الضمان والمدة المعقولة للمحاكمة.

  • **عدم فعالية التعليق:** بطلان الإجراء التحفيزي يجعل أي تعليق لانقضاء الدعوى الجنائية حدث خلال هذا الجزء الإجرائي غير فعال.
  • **حماية المتهم:** يعزز هذا المبدأ حماية المتهم، بمنع تمديد أوقات المحاكمة بسبب عيوب إجرائية.
  • **مبدأ الشرعية:** يؤكد على أهمية التطبيق الصحيح للقواعد الإجرائية كشرط لصحة الآثار القانونية.

الإطار التشريعي والقضائي

يقع الحكم ضمن إطار تشريعي وقضائي راسخ. تشير الإشارات التشريعية المذكورة (المواد 157، 159، 161 الفقرة 2 من قانون العقوبات والمواد 177، 185 من قانون الإجراءات الجنائية) إلى أن المحكمة قامت بتوليف بين القواعد الموضوعية المتعلقة بانقضاء الدعوى الجنائية والقواعد الإجرائية المتعلقة بالبطلان. تنص المادة 177 من قانون الإجراءات الجنائية على المبدأ العام لعدم مراعاة الأحكام المنصوص عليها لإجراءات الدعوى، بينما تنظم المادة 185 من قانون الإجراءات الجنائية آثار البطلان، بما في ذلك عدم صلاحية الإجراءات اللاحقة التي تعتمد على الإجراء الباطل.

استدعت المحكمة العليا أيضًا أحكامًا سابقة هامة، بما في ذلك الحكم رقم 5121 لعام 2022، وخاصة حكم الدوائر الموحدة رقم 17050 لعام 2006. هذا الأخير، على الرغم من تناوله لموضوع مختلف قليلاً، وضع بالفعل الأسس لتفسير صارم لانقضاء الدعوى الجنائية فيما يتعلق بالعيوب الإجرائية، مؤكدًا على ضرورة ضمان اليقين القانوني والمدة المعقولة للمحاكمة.

الآثار العملية على الدعاوى الجنائية

لهذا الحكم تأثير مباشر على إدارة الدعاوى الجنائية. بالنسبة للدفاع، يصبح من الضروري مراقبة صلاحية الإجراءات الإجرائية بعناية، وفي حالة اكتشاف بطلان، لا يتم فقط الاحتجاج بالبطلان نفسه، بل أيضًا بعدم احتساب فترات تعليق انقضاء الدعوى الجنائية المرتبطة به. أما بالنسبة للادعاء، فإن الحكم يمثل تذكيرًا بالالتزام الصارم بالأشكال الإجرائية، حيث يمكن أن يكون لأي عيب عواقب مباشرة وربما قاتلة على ملاحقة الجريمة.

في نظام قضائي يعاني غالبًا من التأخير، فإن هذا التفسير، على الرغم من أنه قد يسرع من انقضاء بعض الجرائم، هو في الواقع ضمانة للحضارة القانونية. فهو يضمن أن العدالة، بالإضافة إلى كونها سريعة، تكون أيضًا صحيحة في تطبيقها الإجرائي، وتحمي المواطن من الأخطاء التي لا ينبغي أن تقع عليه أبدًا.

الخلاصة: مبدأ لحماية العدالة والمتهم

يعزز الحكم رقم 22078/2025 الصادر عن محكمة النقض مبدأً أساسيًا في القانون الجنائي: صلاحية الإجراءات الإجرائية هي شرط لا غنى عنه للتعليق المشروع لانقضاء الدعوى الجنائية. عدم احتساب فترات التعليق المرتبطة بالبطلان الإجرائي يمثل حصنًا لحماية المتهم وحافزًا لجميع العاملين في مجال القانون لمزيد من العناية. إنها خطوة مهمة نحو عدالة أكثر إنصافًا واحترامًا للضمانات الأساسية، حيث لا يمكن إطالة مدة المحاكمة بشكل مصطنع بسبب عيوب شكلية تُنسب إلى النظام.

مكتب المحاماة بيانوتشي