في المشهد المعقد للقانون الإجرائي الجنائي، تكتسب الإخطارات الصحيحة أهمية قصوى. فمن خلالها يتم إعلام المتهم بالإجراءات المتخذة ضده، مما يضمن الممارسة الكاملة لحق الدفاع. ولكن ماذا يحدث عندما يتغير العنوان المعلن أو المختار، دون إرادة مباشرة للشخص المعني، مثل تغيير رقم العنوان الذي تقرره البلدية؟ بشأن هذه المسألة الحساسة، عادت محكمة النقض للإدلاء برأيها في الحكم الأخير رقم 24941، الصادر في 7 يوليو 2025، مقدمةً توضيحات أساسية لجميع الأطراف المعنية.
ينص قانون الإجراءات الجنائية الإيطالي، في المادة 161، على أن المتهم، في أول إجراء يتم فيه إبلاغه بحقوقه وصلاحياته، يقع عليه عبء الإعلان أو اختيار عنوان للإخطارات. هذا الاختيار ليس مجرد شكلية، بل هو إجراء ذو أهمية أساسية يلزم المتهم بتحديث هذا العنوان. الهدف واضح: ضمان وصول الإجراءات القضائية، مثل الإشعارات والدعاوى والأحكام، فعليًا إلى علم المستلم، مما يضمن انتظام المحاكمة واكتمال حق الدفاع.
لقد رسخت السوابق القضائية منذ فترة طويلة التوجه الذي يقضي بأن الإعلان أو اختيار العنوان يفرض على المتهم واجب العناية. يترجم هذا الواجب إلى ضرورة ضمان استلام الإخطارات، وبالتالي، الإبلاغ الفوري عن أي تغيير قد يمنع أو يصعب الإخطار. وقد تناول الحكم المعني، الصادر عن الدائرة الجنائية الأولى برئاسة الدكتورة ب. م.، وبإشراف الدكتور ر. ج.، قضية المتهم ج. م.، الذي رفضت محكمة استئناف روما طعنه.
تتركز النقطة المحورية في قرار محكمة النقض على مسؤولية المتهم حتى في مواجهة التغييرات الخارجية لعنوانه. والملخص الذي يختصر المبدأ المؤكد هو كالتالي:
المتهم الذي أعلن أو اختار عنوانًا، وفقًا للمادة 161 من قانون الإجراءات الجنائية، يقع عليه عبء إبلاغ أي تغيير فيه، حتى لو كان ناتجًا عن تغيير في رقم العنوان من قبل البلدية.
هذا القرار يوضح بشكل لا لبس فيه أن عبء الإبلاغ لا يقتصر على التغييرات الطوعية للعنوان (على سبيل المثال، تغيير مكان الإقامة)، بل يمتد أيضًا إلى تلك التي قد تبدو