قدمت محكمة النقض، بموجب الحكم رقم 28984 لسنة 2025، توضيحًا حاسمًا بشأن "المصالحة". يحدد القرار حدود الطعن عندما يكون الاتفاق على العقوبة مشروطًا بمنح التعليق المشروط، ويتجاهل القاضي تقديم مبررات لهذا الطلب. يحمي هذا التوجه المتهم، مما يسمح له بالحفاظ على مزايا المصالحة مع الاعتراض على العيب المحدد. دعونا نحلل تفاصيل هذا القرار الهام.
المصالحة (المادة 444 من قانون الإجراءات الجنائية) هي إجراء خاص يسمح بالاتفاق بين المتهم والنائب العام بشأن عقوبة مخفضة. في كثير من الأحيان، يكون هذا الاتفاق مشروطًا بالتعليق المشروط للعقوبة (المادة 163 من القانون الجنائي)، والتي توقف تنفيذ العقوبة تحت شروط معينة. قد يؤدي عدم إصدار حكم أو عدم تقديم مبررات لهذا الطلب إلى إبطال الحكم. هذا هو العيب الذي تدخلت فيه محكمة النقض.
كانت القضية التي نظرتها محكمة النقض (الرئيس د. ن. فيتو، المقرر م. م. بياتريس) تتعلق بالمتهم س. ب. م. إ. ت.، الذي طعن في قرار قاضي التحقيق التمهيدي في ترييستي لعدم تقديم مبررات بشأن التعليق المشروط، دون طلب الإلغاء الكامل للمصالحة. اعتبرت المحكمة العليا هذا السلوك مشروعًا، ووضعت المبدأ التالي:
فيما يتعلق بالمصالحة، يجوز للمتهم الذي، في مواجهة اتفاق على العقوبة مشروط بمنح التعليق المشروط، يعترض على الحكم لعدم تقديم مبررات بشأن هذه النقطة، أن يحد بشكل مشروع من الطعن أمام محكمة النقض فقط لعدم البت في الشرط المفروض على الاتفاق، مما يثبت أنه لا يهتم بالإلغاء الكامل للاتفاق. (في المبررات، أكدت المحكمة أيضًا أنه في هذه الحالة، يمنع مبدأ الانتقال في الطعن قاضي الشرعية من إصدار إلغاء كامل للحكم موضوع الطعن بناءً على ما هو منصوص عليه في المادة 444، الفقرة 3، من قانون الإجراءات الجنائية).
يوضح الملخص أن المتهم يمكنه الطعن بشكل انتقائي في العيب المتعلق بالتعليق المشروط، مع الاحتفاظ بمزايا المصالحة. يمنع مبدأ الانتقال محكمة النقض من إلغاء الحكم بأكمله إذا كان الاهتمام يقتصر على العيب المتعلق بالتعليق المشروط. هذا يضمن مزيدًا من المرونة والحماية، ويتجنب الأعباء الإجرائية غير الضرورية.
للقرار آثار هامة:
يتماشى هذا التوجه مع القرارات السابقة (رقم 4832/2016 ورقم 17880/2019)، مما يوازن بين حقوق المتهم والكفاءة الإجرائية.
يعد الحكم رقم 28984 لسنة 2025 الصادر عن محكمة النقض خطوة هامة للعدالة الجنائية. إنه يوفر للمتهم طعنًا "مستهدفًا"، مما يضمن حماية أكثر فعالية للحقوق الفردية دون إثقال النظام القضائي بالإلغاءات غير الضرورية. بالنسبة للعاملين في مجال القانون، يعد هذا القرار مرجعًا أساسيًا للإدارة الاستراتيجية للطعون في مسائل المصالحة، مما يعزز التوازن بين الحماية والسرعة.