قدم الحكم الأخير رقم 19605 الصادر في 25 يناير 2023 عن محكمة النقض توضيحات هامة بشأن الاتفاق على العقوبة والتعليق المشروط للعقوبة. هذا الموضوع بالغ الأهمية في النظام الجنائي الإيطالي، لأنه يمس التوازن الدقيق بين متطلبات العدالة وفرص إعادة تأهيل المتهم.
يسمح الاتفاق على العقوبة، المنصوص عليه في المادتين 444 وما بعدها من قانون الإجراءات الجنائية، للمتهم بالاتفاق على عقوبة مع المدعي العام، والتي يصدق عليها القاضي. هذا الإجراء، على الرغم من تبسيطه للعملية، لا يزال يحتفظ بسلسلة من الضمانات للأطراف المعنية. ومع ذلك، يوضح الحكم المعني جانبًا أساسيًا: لا يمكن للقاضي تغيير الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الأطراف.
التعليق المشروط للعقوبة - المنح مع حكم "الاتفاق على العقوبة" - الربط "بحكم وظيفي" بتنفيذ التزام - الإمكانية - الاستبعاد - الحالة. فيما يتعلق بالاتفاق على العقوبة، لا يجوز للقاضي، عند التصديق على الاتفاق بين الأطراف، تغيير محتواه، وربط منح التعليق المشروط للعقوبة بتنفيذ التزام ظل خارج الاتفاق، نظرًا لأنه، إذا اعتبر المتهم غير مستحق للاستفادة، في غياب التنفيذ المسبق للالتزام الواقع عليه، فليس لديه أي بديل سوى رفض الطلب. (حالة تم فيها اعتبار أن تشغيل فائدة التعليق لا يمكن ربطه بهدم المباني التي تم بناؤها بشكل غير قانوني، مع ما يترتب على ذلك من إلغاء دون إحالة للقرار الذي غير الاتفاق "بين الأطراف").
يبرز هذا الملخص بوضوح أن القاضي يجب أن يلتزم بدقة باتفاق الاتفاق على العقوبة، دون أن يتمكن من فرض أعباء إضافية لم يتم الاتفاق عليها من قبل الأطراف. قد يؤدي التفسير الخاطئ لهذه القاعدة ليس فقط إلى المساس بحقوق المتهم، بل أيضًا إلى تقويض الثقة في نظام العدالة الجنائية. تكمن أهمية هذا الحكم في حماية مبدأ الشرعية واليقين القانوني، وهما أمران أساسيان في أي نظام قانوني.
يمثل الحكم رقم 19605 لسنة 2023 خطوة هامة إلى الأمام في حماية حقوق المتهمين وتحديد حدود القرارات القضائية فيما يتعلق بالاتفاق على العقوبة. تؤكد محكمة النقض، من خلال إعادة التأكيد على مبدأ أن القاضي لا يمكنه تغيير الاتفاق بين الأطراف، على ضمان محاكمة عادلة ومحترمة للقوانين المعمول بها. من الضروري أن يفهم العاملون في مجال القانون والمتهمون هذه المبادئ جيدًا، حتى يتمكنوا من التنقل بشكل أفضل في المشهد المعقد للقانون الجنائي.