يقدم الحكم رقم 33878 الصادر في 4 يوليو 2023، عن محكمة النقض، تأملاً هاماً حول شخصية وصي الإفلاس وسلوكه في إجراءات الإعسار. تتعلق المسألة المركزية بتكوين جريمة المصلحة الخاصة للوصي، وهو موضوع ذو أهمية بالغة للشفافية والشرعية في إجراءات الإفلاس.
ينص ملخص الحكم على ما يلي:
"المصلحة الخاصة للوصي - المفهوم. تُعد جريمة المصلحة الخاصة للوصي في إجراءات الإفلاس قائمة عندما يستغل الوصي منصبه، أثناء أداء مهامه، من خلال القيام بأعمال مشروعة شكلاً ومضموناً، مع علمه بتحقيق مصلحة لا ترتبط حصرياً بالهدف الخاص بإدارة الإفلاس، ولا يهم، لأغراض ارتكاب الجريمة، تحقيق ضرر للدائنين."
يوجهنا هذا التعريف إلى فهم أنه حتى لو بدت الأعمال التي يقوم بها الوصي مشروعة، إذا كانت تهدف إلى تلبية مصالح شخصية وليست مصالح الدائنين، فإن ذلك يشكل جريمة. يؤكد هذا الجانب على أهمية السلوك الأخلاقي والشفاف من قبل الأوصياء، الذين يجب أن يعملوا حصرياً لصالح كتلة الإفلاس.
يقع الحكم في سياق تنظيمي محدد جيداً، والذي يعود إلى القانون رقم 267 المؤرخ 16 مارس 1942، الذي ينظم إجراءات الإفلاس. على وجه الخصوص، يحدد المادة 228 من القانون المذكور واجبات ومسؤوليات الوصي، بينما توفر المادتان 30 و 32 تفاصيل إضافية حول شروط مشروعية الأعمال التي يقوم بها الوصي.
أكدت المحكمة على أنه ليس من الضروري إثبات ضرر مباشر للدائنين لوجود الجريمة، وهو أمر ذو أهمية عملية كبيرة.
يمثل الحكم رقم 33878 لعام 2023 خطوة مهمة إلى الأمام في حماية مصالح الدائنين ومكافحة السلوكيات غير المشروعة من قبل أوصياء الإفلاس. في سياق اقتصادي معقد مثل السياق الحالي، من الضروري أن يتبنى المهنيون في هذا القطاع سلوكيات شفافة ومتوافقة مع اللوائح المعمول بها. تستمر السوابق القضائية في التطور لضمان إدارة إجراءات الإفلاس بمسؤولية ونزاهة، وبالتالي حماية حقوق جميع الأطراف المعنية.