يقدم الحكم الأخير رقم 16994 لعام 2023 الصادر عن محكمة النقض رؤى هامة لفهم مبدأ "إعادة التقييم بما يضر" وتطبيقاته في المجال الجنائي. هذا القرار، الذي يرفض استئنافًا يتعلق بتخفيض عقوبة السجن وزيادة العقوبة المالية، يوضح جوانب مهمة من النظام الجزائي الإيطالي.
يعد حظر "إعادة التقييم بما يضر" مبدأً راسخًا في نظامنا، والذي ينص عليه المادة 597 من قانون الإجراءات الجنائية. ينص على أنه في مرحلة الاستئناف، لا يجوز للقاضي تشديد موقف المتهم مقارنة بما تم البت فيه في الدرجة الأولى، ما لم تكن هناك أدلة جديدة أو عناصر واقعية تبرر هذا التشديد.
يشير الحكم المعني، الصادر عن محكمة النقض، إلى المادة 135 من القانون الجنائي، التي تنظم إعادة تحديد العقوبات. على وجه الخصوص، توضح المحكمة أنه لا يتم انتهاك حظر "إعادة التقييم بما يضر" عندما، في مقابل تخفيض عقوبة السجن، يحدث زيادة في العقوبة المالية، بشرط ألا يتجاوز مجموع العقوبات النهائي العقوبة الإجمالية المفروضة في الدرجة الأولى.
حظر "إعادة التقييم بما يضر" - تخفيض عقوبة السجن - إعادة التحديد بزيادة العقوبة المالية - القبول – الشروط.
أكدت المحكمة بعد ذلك أن زيادة العقوبة المالية مقبولة إذا، بعد إجراء التعديل وفقًا لما هو منصوص عليه في المادة 135 من القانون الجنائي، لا يتجاوز الإجمالي مقدار العقوبة المفروضة في الدرجة الأولى. هذا الجانب أساسي لحماية حقوق المتهم، وتجنب أن يؤدي قرار الاستئناف إلى إدانة إجمالية أشد من تلك التي تم فرضها بالفعل.
يمثل الحكم رقم 16994 لعام 2023 تأكيدًا هامًا للتوازن بين حق المتهم في الدفاع وضرورة ضمان نظام جزائي عادل ومتناسب. تُظهر محكمة النقض، من خلال إعادة التأكيد على حظر "إعادة التقييم بما يضر"، اهتمامًا خاصًا بالضمانات الإجرائية، وتجنب أن يؤدي قرار الاستئناف إلى الإضرار بالمتهم بشكل أكبر، خاصة في حالة حدوث تخفيض في عقوبة السجن. هذا التوازن حاسم لعمل العدالة الجنائية بشكل صحيح ولحماية الحقوق الفردية.