Warning: Undefined array key "HTTP_ACCEPT_LANGUAGE" in /home/stud330394/public_html/template/header.php on line 25

Warning: Cannot modify header information - headers already sent by (output started at /home/stud330394/public_html/template/header.php:25) in /home/stud330394/public_html/template/header.php on line 61
تدابير الوقاية: محكمة النقض وحدود سلطات المحكمة (الحكم رقم 17683/2025) | مكتب المحاماة بيانوتشي

تدابير الوقاية: محكمة النقض وحدود سلطات المحكمة (الحكم رقم 17683/2025)

يمثل نظام تدابير الوقاية، الذي ينظمه المرسوم التشريعي 6 سبتمبر 2011، رقم 159 (المعروف بـ "قانون مكافحة المافيا")، نقطة حساسة للموازنة بين الأمن العام والحقوق الفردية. قدمت محكمة النقض، الدائرة الجنائية السادسة، في حكمها رقم 17683 بتاريخ 4 أبريل 2025 (المودع بتاريخ 9 مايو 2025)، توضيحًا أساسيًا لسلطات المحكمة. يركز القرار، الذي كان رئيسه G. D. A. والمقرر G. A. R. P.، ويتعلق بالمتهم E. C.، على الإجراء المنصوص عليه في المادة 14، الفقرة 2-ter، من المرسوم التشريعي 159/2011. تنظم هذه المادة المرحلة ما بعد الاحتجاز، حيث يجب على المحكمة تقييم استمرار الخطورة الاجتماعية لاتخاذ قرار بشأن تنفيذ المراقبة الخاصة أو إلغائها.

حدود السلطة القضائية: وضوح محكمة النقض

تمحورت القضية المركزية حول إمكانية قيام المحكمة، في هذه المرحلة ما بعد الاحتجاز، بتعديل فئة الخطورة المنسوبة أصلاً إلى الشخص، بالإضافة إلى تقييم استمرارها. أجابت المحكمة العليا بحزم، ووضعت حدًا دقيقًا: على الرغم من أن المحكمة مكلفة بالتحقق من استمرار الخطورة الاجتماعية لاتخاذ قرار بشأن تنفيذ أو إلغاء التدبير، إلا أنه لا يُسمح لها بتغيير التأهيل القانوني لخطورة الشخص، وتصنيفه في فئة مختلفة عن تلك المشار إليها في المرسوم الأصلي المفروض.

فيما يتعلق بتدبير الوقاية، فإن الإجراء المنصوص عليه في المادة 14، الفقرة 2-ter، من المرسوم التشريعي 6 سبتمبر 2011، رقم 159، يمنح المحكمة سلطة تنفيذ تدبير المراقبة الخاصة أو إلغائه، بعد انتهاء حالة الاحتجاز، اعتمادًا على نتيجة التحقق الواجب بشأن استمرار الخطورة الاجتماعية، ولكنه لا يسمح بتعديل التدبير الأصلي المفروض عن طريق تصنيف المعني في فئة خطورة مختلفة عن تلك المشار إليها في المرسوم الأصلي المفروض.

هذه القاعدة ذات أهمية قصوى. فهي تؤكد أن حكم المحكمة يقتصر بشكل صارم على التحقق من وجود الشروط لتنفيذ المراقبة الخاصة أو إلغائها. لا يتعلق الأمر بتقييم جديد لـ "نوع" الخطورة، بل بـ "استمرارها". يضمن هذا المبدأ أن القيود المفروضة على الحرية الشخصية تستند دائمًا إلى تحقيق دقيق وغير تعسفي، مع احترام مبادئ التحديد النسبي للتدابير، وهي مبادئ أساسية في دولة القانون. يتماشى هذا التوجه مع السوابق القضائية السابقة، مثل الحكمين رقم 20954 لعام 2020 ورقم 34905 لعام 2022، اللذين أكدا دائمًا على تطبيق صارم وضامن لتدابير الوقاية.

انعكاسات عملية وضمانات للمواطنين

تترتب على هذا القرار عواقب هامة على العاملين في مجال القانون وعلى الأشخاص الخاضعين لتدابير الوقاية. من بين النقاط البارزة:

  • اليقين القانوني: يتم وضع حدود واضحة لسلطات المحكمة، مما يمنع التغييرات التعسفية في الوضع القانوني.
  • التناسب: يتم تعزيز التوازن بين متطلبات الأمن وحماية الحقوق، مما يضمن أن تكون التدابير متناسبة مع الخطورة التي تم التحقق منها أصلاً.
  • أداة للدفاع: يوفر الحكم أساسًا قويًا للطعن في التصنيفات في فئات خطورة مختلفة عن تلك الأولية.

الخلاصة: حصن منيع للشرعية

يمثل الحكم رقم 17683 لعام 2025 الصادر عن محكمة النقض نقطة ثابتة في تفسير تدابير الوقاية. من خلال التأكيد على حدود السلطة القضائية في سياق التحقق من الخطورة الاجتماعية بعد الاحتجاز، عززت المحكمة العليا مبادئ الشرعية والضمان. هذا التوجه لا يساهم فقط في زيادة الوضوح في تطبيق قانون مكافحة المافيا، بل يوفر أيضًا حماية أقوى للأشخاص المعنيين، مما يضمن أن تكون القيود المفروضة على حريتهم دائمًا نتيجة لعملية صارمة تحترم الحقوق الأساسية. إنه دعوة للتطبيق الدقيق والمتأني لأدوات مؤثرة كهذه، في موازنة مستمرة بين الأمن والحرية.

مكتب المحاماة بيانوتشي