القرار الأخير لمحكمة النقض، الدائرة الجنائية الثانية، رقم 14168 الصادر في 10 أبريل 2025، يعود ليضيء على الموضوع الحساس للعقوبات البديلة للعقوبات السالبة للحرية القصيرة. هذه المسألة، بعيدًا عن كونها تقنية بحتة، تؤثر بشكل ملموس على استراتيجية الدفاع ومجالات إصلاح الحكم في الدرجة الثانية. دعونا نرى لماذا.
مع إصلاح كارتـابيا (المرسوم التشريعي 150/2022) تم إدخال نظام شامل للعقوبات البديلة (المادة 20 مكرر من القانون الجنائي). ومع ذلك، فإن طلب الاستبدال في الاستئناف لا يزال يقاس بمبدأ الانتقال وقاعدة الاستثناء المنصوص عليها في المادة 597، الفقرة 5، من قانون الإجراءات الجنائية، والتي تسمح للقاضي بمنح بعض المزايا حتى بدون اعتراض محدد. وهنا تكمن العقدة التي تناولتها محكمة النقض.
فيما يتعلق بالعقوبات البديلة للعقوبات السالبة للحرية القصيرة، لا يجوز لمحكمة الاستئناف أن تقرر الاستبدال تلقائيًا في حالة عدم تقديم طلب محدد ومبرر في مذكرة الاستئناف، حيث أن تحويل العقوبة السالبة للحرية لا يندرج ضمن المزايا والتخفيضات المحددة حصريًا في المادة 597، الفقرة 5، من قانون الإجراءات الجنائية، والتي تشكل حكمًا استثنائيًا، ذو طبيعة استثنائية، لمبدأ الانتقال في الاستئناف. (في المبررات، أكدت المحكمة أيضًا أن عبء دعم طلب استبدال العقوبات السالبة للحرية القصيرة بتفصيلات محددة يقع على عاتق المستأنف، وأن عدم الوفاء بهذا العبء يؤدي إلى عدم قبول الطلب أصلاً).
تؤكد المحكمة بذلك أن الاستبدال لا يندرج ضمن «المزايا التلقائية» (مثل وقف التنفيذ المشروط) ولا يمكن الحكم به من تلقاء نفسها. يجب على قاضي الدرجة الثانية، حتى لو اعتبر الإجراء البديل مقبولاً نظريًا، أن يتوقف أمام صمت الدفاع.
يحدد الحكم شرطين لا غنى عنهما:
بدون هذه العناصر، يكون الطلب «غير مقبول أصلاً»، وكما تذكر المحكمة، لا يمكن «تصحيحه» أثناء سير الدعوى. النتيجة العملية؟ يخاطر المحامي بمنع موكله من الوصول إلى تدابير أقل قسوة، مثل شبه الحرية أو العمل للمنفعة العامة.
يؤكد المبدأ على اتجاه تم التعبير عنه بالفعل (محكمة النقض رقم 1188/2025)، ولكنه يتعارض مع قرارات أقل تقييدًا (انظر محكمة النقض رقم 15129/2024) التي أعطت قيمة للسلطة التقديرية للقاضي. تؤكد الدائرة الثانية على الطبيعة «الاستثنائية» للمادة 597، الفقرة 5، وتدعو إلى عدم توسيع نطاقها إلى ما هو أبعد من الحالات المنصوص عليها حصريًا.
بالنسبة للمحامين، الدرس واضح:
يعمل الحكم رقم 14168/2025 بمثابة تحذير: استبدال العقوبة السالبة للحرية القصيرة ليس «ميزة» تلقائية. فقط الدفاع الاستباقي، الواعي بالمساحات الإجرائية والمنتبه للشروط الموضوعية، يمكنه تحويل الاستئناف إلى فرصة لتحسين حقيقي للعقوبة. تجاهل عبء الطلب يعني، في الواقع، تسليم مفاتيح الإصلاح للقاضي مع إغلاق الأقفال بإحكام.