أعاد الحكم الأخير لمحكمة النقض رقم 30656 لعام 2023 إشعال النقاش القانوني حول تحديد عائد الجريمة في قضايا غسيل الأموال. يقدم هذا القرار، الذي تورط فيه بنك كرامر وشركاه، رؤى مهمة لفهم التبعات القانونية للمؤسسات المالية وكيفية تطبيق قواعد مكافحة غسيل الأموال.
تتعلق القضية المعروضة باستئناف بنك كرامر ضد قرار مصادرة وقائية لمبالغ نقدية اعتبرت عائدًا لأنشطة غير مشروعة، وبالتحديد الاحتيال الضريبي والاختلاس. رفضت المحكمة الاستئناف، مؤكدة على أن البنك قد تم استخدامه كأداة لإخفاء المصدر غير المشروع للأموال.
آلية غسيل الأموال ليست قيد المناقشة، حيث صدرت بالفعل عدة أحكام إدانة بهذا الشأن.
استدعى الحكم مبادئ قانونية مهمة، بما في ذلك تعريف العائد القابل للمصادرة، والذي يجب فهمه على أنه مجموعة المنافع الاقتصادية المستمدة من الجريمة. أوضحت المحكمة أنه في حالات غسيل الأموال، فإن العائد القابل للمصادرة هو المبلغ الكامل المغسول، على عكس ما ادعاه البنك الذي سعى إلى الحد من قابلية المصادرة إلى المنفعة المالية التي تم تحقيقها فعليًا فقط.
لهذا الحكم تداعيات مهمة على المؤسسات المصرفية، حيث يسلط الضوء على مسؤوليتها في منع ومكافحة غسيل الأموال. أوضحت المحكمة أنه بموجب وظيفتها، يجب على البنوك ضمان إمكانية تتبع العمليات وانتظامها، لتجنب أن تصبح أدوات لجرائم غير مشروعة.
يمثل الحكم رقم 30656 لعام 2023 خطوة مهمة في مكافحة غسيل الأموال والاختلاس، مؤكدًا على واجب المؤسسات المالية في اليقظة والعمل بما يتوافق مع اللوائح المعمول بها. إن التمييز بين العائد الإجمالي والصافي، وكذلك تحديد العائد القابل للمصادرة، هي مواضيع حاسمة تستحق الاهتمام والتعمق من قبل جميع العاملين في القطاع القانوني والمالي.