يتناول الحكم الأخير الصادر عن محكمة النقض الجنائية، الدائرة الثالثة، رقم 36118 لسنة 2024، بشكل مفصل بعض القضايا الحاسمة المتعلقة بالمخالفات الضريبية، لا سيما فيما يتعلق بالتعويض غير المشروع والإجراءات الاحترازية. يقدم هذا القرار توضيحات هامة حول المبادئ القانونية المطبقة وتفسيرها، مسلطًا الضوء على كيفية تأثير التأهيل القانوني للواقعة على القرارات الاحترازية.
شملت القضية المعروضة عدة أفراد متهمين بجرائم تكوين عصابة إجرامية والاحتيال المشدد، مع إشارة خاصة إلى عمليات التعويض غير المشروع عن مستحقات ضريبية. رفض قاضي التحقيقات الأولية بالمحكمة الابتدائية في كالتانيسيتا في البداية طلب الإجراءات الشخصية والعينية، معتبرًا عدم وجود أدلة قوية على الإدانة. ومع ذلك، قضت محكمة الاستئناف لاحقًا بمصادرة وقائية لمبالغ نقدية وأصول تعود للأفراد المعنيين.
أكدت المحكمة أن قضاة الاستئناف يمكنهم إعادة تأهيل الواقعة، لكن لا يمكنهم صياغة فرضيات إعادة بناء تستند إلى حقائق مختلفة.
يتعلق جانب مركزي من الحكم بتطبيق مبدأ عدم جواز المحاكمة على ذات الفعل مرتين، الذي يحظر محاكمة شخص على نفس الفعل في أكثر من إجراء قضائي. دفع المدعون بانتهاك هذا المبدأ، لكن المحكمة أوضحت أنه لا ينطبق إلا في حالة وجود إجراءات معروضة أمام قضاة ذوي اختصاص متساوٍ. نظرًا لأن الإجراءات قد بدأت في جهات قضائية مختلفة، لم يكن المبدأ قابلاً للتطبيق. ناقشت المحكمة أيضًا إعادة تأهيل الواقعة من قبل محكمة الاستئناف، مشيرة إلى أنه على الرغم من مشروعيتها، يجب أن تستند إلى حقائق معروفة بالفعل وليس إلى إعادة بناء جديدة.
يمثل الحكم رقم 36118 لسنة 2024 مرجعًا هامًا للسوابق القضائية في مجال المخالفات الضريبية والإجراءات الاحترازية. يؤكد على ضرورة التأهيل القانوني الدقيق للحقائق والتقييم الدقيق لاحترام حقوق الأفراد المعنيين. ألغت المحكمة الأمر المطعون فيه فيما يتعلق ببعض المدعين، وأحالت القضية لإعادة النظر، بينما أعلنت عدم قبول طعون مدعين آخرين، مسلطة الضوء على أهمية وجود أسباب قوية ومتسقة في القرارات الاحترازية.
باختصار، قدمت محكمة النقض توضيحات هامة بشأن الجرائم الضريبية وإعادة التأهيل القانوني ومبدأ عدم جواز المحاكمة على ذات الفعل مرتين. قد يكون لهذا الحكم تأثير دائم على إدارة المخالفات الضريبية وتطبيق الإجراءات الاحترازية، مما يتطلب مزيدًا من الاهتمام من قبل المهنيين القانونيين في تقييم آثار الإجراءات التي يتخذها موكليهم.