في المشهد الديناميكي للقانون الجنائي الضريبي الإيطالي، تناولت محكمة النقض، في الحكم رقم 31850 الصادر في 24 سبتمبر 2025، مسألة ذات أهمية بالغة لرجال الأعمال والمهنيين: تكوين جرائم إصدار فواتير أو مستندات أخرى لعمليات غير موجودة عندما يعمل شخص طبيعي واحد كممثل قانوني لعدة شركات. هذا القرار، الذي يلغي جزئيًا مع الإحالة قرارًا صادرًا عن محكمة الاستئناف في ميلانو، يقدم رؤى تأملية هامة حول المسؤولية الفردية والمجتمعية، ويرسم حدودًا أكثر صرامة لمنع المخالفات الضريبية.
شملت القضية التي تم فحصها المتهم س. ت.، المتهم بإصدار فواتير لعمليات غير موجودة. كانت السمة المميزة هي أن س. ت. شغل منصب الممثل القانوني لعدة أشخاص اعتباريين. كانت المسألة المركزية هي تحديد ما إذا كان هذا السلوك، على الرغم من قيام شخص طبيعي واحد به، يجب أن يشكل جريمة واحدة مستمرة أو، على العكس من ذلك، تعددًا من الجرائم المنفصلة، واحدة لكل شركة متورطة. اعتبرت محكمة النقض أن إعادة النظر ضرورية، متجاوزة تفسير محكمة الاستئناف.
بموجب الحكم رقم 31850/2025، أرست محكمة النقض مبدأ قانونيًا ذا تأثير كبير. وينص المبدأ على ما يلي:
يشكل إصدار فواتير أو مستندات أخرى لعمليات غير موجودة، من قبل شخص طبيعي واحد يشغل منصب الممثل القانوني لأشخاص اعتباريين مختلفين، فيما يتعلق بفترة ضريبية معينة، تعددًا من الجرائم، حيث تشكل هذه الشركات أطرافًا دافعة مستقلة، والتي يمكن، بالتالي، أن تُنسب إليها عمليات الإصدار التي تمت في فترة الضريبة الخاصة بها.
هذا القرار حاسم: حتى لو تم الإجراء من قبل شخص واحد، فإن المسؤولية الجنائية تتضاعف فيما يتعلق بعدد الأشخاص الاعتباريين المختلفين المتورطين. كل شركة هي دافع مستقل، مع التزاماتها الضريبية الخاصة. إن إصدار فواتير وهمية من قبل كل منها يضر بالمصلحة المالية للدولة بشكل مستقل لكل كيان، مما يبرر تكوين جرائم متعددة. تؤكد المحكمة العليا أن الشخصية الاعتبارية للشركات ليست مجرد واجهة، بل عنصر يؤثر بشكل مباشر على التأهيل القانوني للمخالفة، متجاوزًا فكرة الجريمة المستمرة الواحدة (المادة 81 من القانون الجنائي) لصالح التنافس المادي للجرائم.
يقع الحكم في إطار المرسوم التشريعي 10 مارس 2000، رقم 74، الذي يعاقب على إصدار فواتير لعمليات غير موجودة (المادة 8 من المرسوم التشريعي 74/2000). يعزز القرار شدة العقوبة ضد هذه السلوكيات، ويسلط الضوء على التمييز بين الشخص الطبيعي والشخص الاعتباري. وهذا يعني:
الحكم رقم 31850/2025 الصادر عن محكمة النقض هو تحذير لا لبس فيه لجميع المتعاملين الاقتصاديين، وخاصة الممثلين القانونيين لعدة شركات. يوضح التفسير الصارم للمحكمة العليا أن الشكل القانوني للشركة ليس تفصيلاً، بل عنصر يضاعف العواقب الجنائية في حالة المخالفات الضريبية. يترجم التمييز بين الشخص الطبيعي والشخص الاعتباري إلى مسؤولية جنائية مستقلة لكل كيان متورط في إصدار فواتير لعمليات غير موجودة. من الضروري للشركات والمديرين الحفاظ على الشفافية والصحة في الإدارة الضريبية والمحاسبية، واعتماد أنظمة رقابة داخلية صارمة والاستعانة باستشارات قانونية متخصصة لمنع المخالفات وتخفيف مخاطر العقوبات الثقيلة.