في المشهد المعقد للقانون المدني، تكتسب مسألة القوة الإثباتية للوثائق والإقرارات أهمية حاسمة. يقدم الحكم الأخير رقم 15097 الصادر في 5 يونيو 2025 عن محكمة النقض (Rv. 675678-01)، برئاسة الدكتورة د. ف. ر. م. وبمرافقة المستشار والمحرر الدكتور ت. س.، توضيحًا أساسيًا بشأن التضارب بين إيصال الدفع الصادر في سند موثق والإقرارات خارج المحكمة المقدمة لأطراف ثالثة. هذا القرار، الذي شهد معارضة بين د. و ل.، نقض مع الإحالة قرارًا سابقًا لمحكمة استئناف نابولي، مسلطًا الضوء على ضرورة التقييم الدقيق من قبل قاضي الموضوع، دون آليات تفسير تلقائية.
السند الموثق هو وثيقة رسمية، وبصفتها كذلك، تتمتع بمصداقية مميزة، تشهد على صحة ما رآه الموثق أو ما شهد بحدوثه أمامه، مثل إقرار بتلقي الدفع. تنص المادة 1199 من القانون المدني على أنه يجب على الدائن الذي يتلقى الدفع، بناءً على طلبه وعلى نفقته، أن يصدر إيصالًا. هذا الإيصال، إذا كان مدرجًا في وثيقة رسمية، يكتسب قوة إثباتية خاصة. ولكن، ماذا يحدث عندما يتم دحض مثل هذا الإقرار، حتى لو كان مدرجًا في وثيقة رسمية، بتصريحات لاحقة من الشخص الذي أصدره، ربما في سياقات مختلفة؟
وجدت المحكمة العليا، في الحكم قيد النظر، نفسها أمام هذه المسألة الحساسة. كانت محكمة استئناف نابولي قد اعتبرت أن التصريحات المتعلقة بعدم الدفع التي أدلى بها المشتري للنائب العام تشكل عناصر الإقرار خارج المحكمة، على الرغم من وجود إيصال دفع في سند البيع. ومع ذلك، فإن هذا النهج لم ينجح في اجتياز تدقيق محكمة النقض.
الإقرار هو إقرار طرف بحقائق غير مواتية له ومواتية للطرف الآخر (مادة 2730 من القانون المدني). يمكن أن يكون قضائيًا أو خارج المحكمة. الأخير، المنصوص عليه في المادة 2735 من القانون المدني، يتم خارج نطاق الدعوى. إذا تم تقديمه للطرف أو لمن يمثله، فله نفس قيمة الإقرار القضائي. إذا تم تقديمه لطرف ثالث، فإنه يخضع للتقييم الحر من قبل القاضي. وهنا بالضبط ركزت محكمة النقض انتباهها.
إن النطاق الإقراري للتصريحات المقدمة لطرف ثالث تتعارض مع الإيصال المقدم في السند الموثق يخضع للتقييم الحر من قبل قاضي الموضوع. (في هذه الحالة، نقضت المحكمة العليا حكم الموضوع الذي اعتبر أنه، في مواجهة الإيصال المقدم من البائع في سند البيع، فإن التصريحات المتعلقة بعدم الدفع التي أدلى بها المشتري للنائب العام تشكل عناصر الإقرار خارج المحكمة).
كما يتضح بوضوح من الملخص، انتقدت محكمة النقض الآلية التلقائية التي وصفت بها محكمة الاستئناف التصريحات المقدمة للنائب العام على أنها إقرار خارج المحكمة. النقطة الحاسمة هي أن هذه التصريحات، نظرًا لتقديمها لطرف ثالث (النائب العام لـ E. R. M.)، لا يمكن اعتبارها تلقائيًا إقرارًا بقوة إثبات قانونية، بل يجب أن تخضع لتقييم حر ومتعمق من قبل قاضي الموضوع. هذا يعني أن القاضي لا يمكنه الاكتفاء بملاحظة التباين، بل يجب عليه تحليل السياق، والعفوية، والوعي، وموثوقية التصريحات، ومقارنتها بالصورة الإثباتية الكاملة.
يؤكد الحكم رقم 15097 لعام 2025 على مبدأ أساسي في نظامنا: عبء الإثبات (مادة 2697 من القانون المدني) والتقييم الحر للقاضي في وجود أدلة غير قانونية. في وجود إيصال موثق، يشهد على الدفع، يجب أن يكون الإثبات المعاكس صارمًا. ومع ذلك، توضح محكمة النقض أن التصريحات المقدمة لطرف ثالث لا يمكن وحدها أن تقوض القوة الإثباتية للإيصال دون تحليل نقدي. لذلك، يجب على القاضي الموازنة بين جميع العناصر المتاحة، وتجنب إعطاء قيمة مطلقة للتصريحات التي، على الرغم من تعارضها، لا تتمتع بنفس القوة الإثباتية للوثيقة الرسمية.
في هذا السياق، سيحتاج قاضي الموضوع إلى تقييم:
يمثل حكم محكمة النقض رقم 15097 لعام 2025 تذكيرًا هامًا لقضاة الموضوع ونقطة مرجعية للعاملين في مجال القانون. يؤكد على ضرورة التحليل المتعمق وغير التلقائي للأدلة، خاصة عند مقارنة الوثائق التي تتمتع بمصداقية مميزة، مثل الإيصال في سند موثق، مع التصريحات خارج المحكمة المقدمة لأطراف ثالثة. لا ينبغي أن يتحول مبدأ التقييم الحر إلى تقييم سطحي، بل إلى موازنة دقيقة لجميع العناصر، لضمان قرار عادل ومنصف. يعزز هذا القرار الثقة في استقرار الوثائق الرسمية، مع الاعتراف بإمكانية الإثبات المعاكس، ولكن دائمًا مع احترام المبادئ التي تنظم تكوين وتقييم الأدلة في نظامنا القانوني.